حاولت قبل أيام أن أبحث عن النص الكامل لإحدى أوراق عمل ندوة "الإعلام الصحي"، التي أقيمت قبل نحو عامين في جامعة الملك سعود، وكما توقعت لم أستطع الوصول لورقة العمل تلك! بل لم أجد أي شيء يذكر عن الندوة، فالمكتبة المركزية للجامعة لا يوجد فيها كتابٌ أو كتيب يوثق أعمال الندوة وأسماء وعناوين المشاركين فيها، ولا يوجد –أيضاً- موقع إلكتروني يحفظ ويسهّل الوصول إلى المعلومة، الشيء الوحيد الذي وجدته وبكثرة؛ هو الأخبار الصحفية عن الندوة ومنظّميها!
للأسف هذه المشكلة ليست حكراً على هذا المؤتمر وحده، بل تكاد تكون سمةً تشترك فيها أغلب المؤتمرات والندوات التي تقام في المملكة، ذلك لأن أغلب منظمي هذه البرامج يستهدفون إقامتها وفقط، دون الاهتمام بالأثر العلمي، والتراكمي المعرفي، الذي يجب أن يحدثه أي لقاء علمي أو مهني، أما أن يتحول اللقاء إلى مجرد فرصة اجتماعية لمقابلة زملاء المهنة، أو وقتٍ مستقطعٍ دون أي فائدة تذكر؛ فتلك مأساة مؤلمة، تؤكد أن مؤتمراتنا المحلية مجرد لقاءات عابرة، وخسائر متواصلة.
إن جوهر التقدم العلمي يعتمد على استمرار تراكم المعرفة، لذا من الضروري الاهتمام بآليات توثيق نتاج المؤتمرات والندوات، خصوصاً العلمية والمهنية منها، وأن تكون سهلة المتناول، ومتاحة للجميع، حتى يتحقق هدفها الرئيس؛ وهو تحويل المعرفة إلى واقع تطبيقي حقيقي على الأرض في نهاية المطاف.
وحتى يتحقق هذا الأمل، دعونا نحلم بإيجاد موقعٍ إلكترونيٍ سعودي موّحد، يجمع شتات تلكم المؤتمرات وبحوثها، أو على الأقل يمنع تضارب مواعيد إقامتها.