عندما تسمع خبراً عن منع شئ بحجم البلاك بيري فإن أول سؤال يتبادر إلى ذهنك هو من الذي منع؟

للأسف لم تكن هناك إجابة قوية عن هذا السؤال عندما بثت قناة العربية الخط الأحمر على شاشتها أمس تقول فيه إنها حملت خبراً عاجلاً عن أن السعودية ستوقف خدمة البلاك بيري مسنجر ابتداءً من شهر أغسطس الجاري، نقلاً عن وكالة أنباء رويترز.

ذهبت بعدها لقراءة خبر رويترز لأرى من الذي منع فوجدت أنها العربية نقلاً عن مسؤول في شركة الاتصالات السعودية.

بعدها بفترة بثت وكالة أنباء "داو جونز" خبراً عن مصدر في الهيئة أن السعودية ستمنع خدمة المسنجر نقلاً عن مصدر مجهول في الهيئة، وتحدث نفس هذا المصدر إلى وكالة "الأسوشيتد برس" كذلك وقال نفس الكلام.

كل هذا الصراع بين وكالات الأنباء والهيئة كانت صامتة ولم تخرج ببيان واضح ورسمي كما حدث في الإمارات التي أصدرت بياناً يشفي "قلب" كل إعلامي بتكامله ووضوحه تقول فيه إنها أوقفت أهم خدمات البلاك بيري وليس المسنجر فقط.

في الإمارات الذي منع البلاك بيري كانت هيئة الاتصالات أما في السعودية فكان الذي منع هو مجموعة من مراسلي وكالات الأنباء الذين يهمهم السبق أو "السكوب" في لغة أهل الإعلام.

قبل سنوات كانت وكالات الأنباء في المملكة أفضل حالاً وبخاصة وكالة رويترز التي أعتبرها أهم المدارس الصحفية في العالم، إلا أن الوكالة بدأت تتخبط في الأخبار التي تنقلها هذا العام نظراً لدخول أشرس منافس لها وهو وكالة بلومبيرج إلى المملكة منذ العام الماضي. منذ أن دخلت بلومبيرج إلى المملكة ومراسلو رويترز في هلع وخوف من فقدانهم سبقا أمام بلومبيرج لأن محرر رويترز الجالس في دبي أو لندن سيسألهم: "لماذا تأخرتم في نقل الخبر بأجزاء من الثانية عن منافسكم؟"

هذا ليس مزاحاً فهذه هي الحقيقة كما رأيتها وأنا أتنافس كمراسل لوكالة بلومبيرج في المملكة مع نظرائي في رويترز.

لم تكن رويترز هكذا عندما لم يكن لها منافس وكانت يهمها التأني في نقل الخبر أما الآن فقد سيطرت "فوبيا" المنافسة على عقلية مراسليها.

لم تعد مصداقية الخبر عند هذه الوكالات تهم مثل ما يهم "لماذا فاتنا هذا الخبر؟" والمسألة مجرد تأخير لثوان أو أجزاء من الثانية.

أخبار وكالات الأنباء في المملكة ستفقد مصداقيتها طالما أن الكل يجري خلف مصادر مجهولة من أجل "السكوب".