ثلاثة آلاف ريال "يلهطها" عضو المجلس البلدي في السعودية بشهية مفتوحة على الدوام وينام.. كانت مدة الغفوة أربع سنوات.. زادت ـ ولا أعلم لماذا ـ إلى سنة إضافية من الأحلام السعيدة ـ أيضاً: لا أحد يعلم إلى متى؟ ـ لا شيء واضح.. قد يستمر المجلس البلدي عشر سنوات.. قد يستمر عشرين سنة.. قد يستمر ثلاثين سنة.."أقيام الساعة موعده"؟!
حديثي على أي حال، ليس استنجادا بهذه المجالس.. لست ساذجاً حتى أصدق أن المجلس البلدي ـ الذي ولد ميتاً ـ قويٌ لهذه الدرجة.. حتى لو أراد أن يكون، نظام الوزارة الحذر يقف له بالمرصاد..
لماذا إذن الضرب في الميت؟!
سأخبركم.. بات يشغل بالي أمر آخر يتعلق بعدالة الخدمات داخل المدن.. دعونا من مخطط سكني يتم اعتماده قبل مخطط سكني آخر.. دعونا من حي سكني يتم اعتماد ميزانية سفلتته قبل حي آخر.. هذه أمور لا تسترعي انتباه أحد. ولا غيرة أحد!
أنا أسأل عن الأحياء القائمة منذ سنوات.. الأمطار التي حدثت في بلادنا خلال العام الأخير تكشف بوضوح يراه الأعشى في منتصف الليل أن هناك فرقا بين حي وآخر في الاهتمام.. في نوعية الخدمة.. في جودتها.. مدتها.. استمراريتها.. هناك أحياء تغرق منذ أول رشة.. هناك أحياء " أمطار خير وبركة" و"تلطيف أجواء".. هناك أحياء تحاصرها المياه من كل جانب.. هناك أحياء تصريفها"عال العال"! ـ في نفس الحي هناك شوارع تنال نصيبا أكبر من الاهتمام..هناك مربعات معينة!
أظن أنه لا المجالس البلدية.. ولا غيرها قادرة على حل هذا اللغز.. مازلت أبحث عن "بيضة الديك" عند أعضاء المجالس البلدية الذين يقدر عددهم بالآلاف.. نريدهم أن " يحللوا" هذه الآلاف التي يمضغونها بظلام رهيب.. و"مين شافك ياللي في الظلام تلهط".. نريدهم أن يقاتلوا كي تكون العدالة في التنمية داخل المدن أمرا واقعا.. أول من أمس كانت المدن تغار من بعضها.. أمس الأحياء.. اليوم الشوارع..