انتقدت الفنانة التشكيلية هناء الغامدي عدم وجود موقع مناسب للفنانات والمثقفات في منطقة الباحة، وقالت الغامدي في حديث لها مع "الوطن": إن منطقة الباحة والمحافظات التابعة لها تزخر بكثير من الفتيات الموهوبات وهن بحاجة ماسة إلى الدعم والرعاية والصقل والتدريب, وأشادت بدور فرع جمعية الثقافة والفنون في هذا الجانب قائلة: إنها تؤدي دورها حسب الإمكانات والموقع المخصص لها، إلا أن تخصيص يوم واحد في الشهر للنساء لا يفي بالغرض ولا يحقق الهدف ولا يتوافق مع طموح وتطلعات مثقفات المنطقة اللواتي ينقصهن كثير فلا يوجد اهتمام كبقية المناطق الأخرى في ظل عدم وجود الأماكن ذات الخصوصية لتنظيم الدورات بشكل كاف أو المعارض الجماعية بغض النظر عن نقص الخبرة الكافية التي لن تأتي إلا من خلال الممارسة.
الغامدي قالت إن فن الرسم يمثل لها رحلة قصيرة إلى أفكار تتزاحم داخلها، موضحة: لا أجد وسيلة أفضل من الرسم للوصول إليها ومحاكاتها , عندما ابدأ بالرسم أبحث بأكثر من أسلوب وطريقة حتى أجد الأسلوب الأفضل للوصول إلى أفكاري.
وتتابع الغامدي قائلة: الفن التشكيلي تعبير ومشاعر ومشاهد أما الفرشاة والألوان واللوحة إنما هي وسيلة للتعبير وربما يمكن الاستغناء عنها بوسائل أخرى ولكن تظل الوسيلة الأفضل والمحببة لكثير من المتلقين، قد تجد المرأة في تعبيرها عن النفس عبر الفرشاة وسيلة سهلة لكي تظهر جمالها وإحساسها الداخلي وقد تجدها أيضا وسيلة لتصفية الذهن وإخراج الطاقة السلبية.
ومن اللوحات اللافتة للفنانة هناء الغامدي لوحة "امرأة تدخن" التي تقول عنها: إنها لوحة واقعية، مجتمعي تحكمه العادات والتقاليد ولكن المصالح أصبحت دخيلة على المجتمع فالآباء والأمهات أصبحوا يربون أبناءهم على الركض وراء مصالحهم حتى إن كثيرا قد يتخلى عن تلك القيم والعادات مما جعل الأبناء لديهم التفكير نفسه فأصبحت الفتيات لا يقدرن تلك العادات، عادة التدخين ليست جديدة بالمجتمع، لكن الجديد هو تدخين الفتيات، قد تكون بداية التدخين مزاحا أو تحديا وغالبا ما تكون تقليدا. واختارت الغامدي الأسلوب التكعيبي في رسمها لأنه قد يظهر معاناة تجتاح جمال الحياة، حسب تعبيرها، وتضيف: حبي للفن التشكيلي ورغبتي في العمل دفعاني لخوض غمار هذه التجربة الفنية وأطمح بإيصال أفكاري إلى أكبر شريحة في المجتمع من خلال فني، أما الغموض فهو شيء يميز اللوحات حيث يجعل المتذوقين يقفون طويلا لتأمل اللوحة، لا أحب كثرة التفاصيل والشرح فقد أكتفي بوضع أفكاري، فالأفكار كالبصمة قد تتشابه ولكن لا تتطابق لذا نشعر بالغرابة حينما نرى أفكارا مشابهة لأفكارنا ولكن بطابع مختلف.