يخوض الدكتور محمد باريان، معتركا صعبا لإعادة توهج القنوات الرياضية السعودية، لكنه ليس معتركا مستحيلا حتى مع أن أسلوب الهرج والمرج استشرى في جسد هذه القنوات، والتخلص منه لن ينفع معه أي كيماوي فالوضع يحتاج استئصالا كاملا.

القنوات تعاني من أشياء كثيرة فمن يملأ الدنيا صراخا وعويلا وضجيجا هو الأفضل وهو ما دعا إلى هجرة الكفاءات وبقاء الزبد. كما أن من أكبر أخطاء تلك القنوات الرياضية تأصيل الميول في نفوس المقدمين والمحللين من خلال جعل كل شخص يحلل ويقدم حسب النادي الذي يميل له، وهو ما أوجد مجموعة من المحامين والمدافعين والمتعصبين لألوان أنديتهم.

والأدهى من ذلك الرضوخ لرغبات الأندية في اختيار مرافق لها في المناسبات الخارجية، وللأسف فالمسؤول يوافق مباشرة على طلب النادي، لأن الأخير سيوفر على القناة ماديا، ولذلك ضاعت كرامة القناة بسبب ثمن بخس قد لا يذكر.

أما الأسوأ فهو أن لكل رئيس ناد عينا أو كما يحلو لمجتمعنا "دبوس" ينقل له ما يحدث في كواليس القناة، وما قد يعرض في بعض البرامج وهو ما يجعل الرئيس يتحرك في كل اتجاه لعدم عرض شيء سلبي ضد ناديه خوفا من الجمهور.

أما الانتقائية في اختيار ضيوف البرامج فإنها واضحة للجميع، لأنها عبارة عن تبادل مصالح فأنت اخترتني ضيفا في ذاك البرنامج وأنا آتي بك كاتبا أو ألمعك بين فترة وأخرى على صدر صحيفتي.

أما ما يحدث داخل كواليس القناة فأعتقد "أن أهل مكة أدرى بشعابها"، لكن أملنا كبير في أن يستطيع الدكتور باريان، بخبرته العريضة وضع حد للإثارة المبتذلة، وأن يقطع طريق المصالح والمنافع المتبادلة، ويعيد توهج القنوات الرياضية، كما أتمنى أن يخصص جزء من وقت القناة للقضايا الاجتماعية.