لماذا لا نتقبل التغيير؟ لماذا نحول كل نقاش ما إلى مسألة دينية؟ صحيح أن شريعتنا السمحة منهج حياة متكاملة، لكنها كذلك واسعة، ومستوعبة لكل جديد، بل متلائمة مع كل الظروف والأزمان.

أحد النقاشات "البيزنطية" التي اختلط فيها الاجتماعي بالديني، قضية تغيير الإجازة الأسبوعية، بحيث تبدأ من "الجمعة" إلى "السبت"، بدلا من "الخميس"، دون أن نصل إلى نتيجة تتفق عليها أغلب الآراء.

ففي الجانب الديني، يزعم البعض أن التغيير يقودنا إلى مشابهة "اليهود" في عطلتهم الأسبوعية يوم "السبت"، بينما الصحيح أن عطلتنا الأسبوعية الأساسية - وهي يوم "الجمعة" - لم تتغير، بل تزداد أهمية كونها ستصبح أول يومي نهاية الأسبوع، أما الجانب الاجتماعي، فهو الزعم أن "الخميس" تحول إلى أيقونة ثابتة للراحة والاستجمام، ومن الظلم تحويله إلى يوم عمل كامل، وأن اجتماعات الأصدقاء والأسر قد تحددت بيوم الخميس، بينما من المفترض أن يبدأ أسبوع العمل يوم "الأحد"، إذ كان العرب سابقا يستفتحون الأسبوع به، ومنه اشتق اسمه، وليتحول الجمعة والسبت تلقائيا إلى موعد ثابت للقاء الأصحاب، وتمضية الوقت مع العائلة، كما كان "الخميس" سابقا.

نحن الآن منقطعون عن العالم أربعة أيام متتالية!، أليس من الأفضل تقليص هذا الانقطاع، خصوصا وأن أغلب الدول العربية والإسلامية قد قامت بهذا التغيير خلال السنوات القليلة الماضية؟.. كم أتمنى أن نرى "الجمعة" وقد صار بداية إجازة نهاية الأسبوع، لتعود البهجة والسرور إلى عيد المسلمين الأسبوعي، بدلا من وضعه الحالي وهو اليوم الأخير للإجازة الأسبوعية.. بقي فقط من يعلق الجرس؟