قتل عشرات الأشخاص في هجوم انتحاري مزدوج استهدف الفرع الرئيس للمخابرات الجوية في ريف العاصمة السورية مساء أول من أمس، فيما سيطر الجيش السوري الحر على معرة النعمان في محافظة إدلب، التي تقع في الطريق الذي يربط دمشق بحلب، في وقت أكد الجيش الحر عن اعتقال 13 مسلحا من حزب الله اللبناني في مدينة حمص وقراها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي "قتل عشرات الأشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا"، مشيرا إلى أن "مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع ما زال مجهولا". وكان المرصد أفاد أن انفجارين استهدفا "الرحبة 411 وهي مركز صيانة للآليات العسكرية وفرع المخابرات الجوية الواقع على أطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا"، تلتهما "اشتباكات استمرت حتى الساعة الأولى بعد منتصف الليل".
وأبدى عبدالرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد "أكبر مركز اعتقال في ريف دمشق"، لا سيما "مع تكتم النظام على ما حدث"، محملا إياه مسؤولية كشف مصير هؤلاء. وقال إن النظام قام بتحويل السير على أوتوستراد حمص دمشق حيث يقع المركز "لئلا يرى الناس ما جرى". ولم يشر الإعلام الرسمي السوري إلى الحادث. وكانت "جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة تبنت الهجوم الذي نفذه انتحاريان بسيارتين مفخختين إحداهما سيارة إسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، حسب الجهة التي أوضحت أن الهجوم "ثأر لمن ظلم أو قتل من المسلمين". من جهته أفاد مصدر أمني سوري أن القوات النظامية أحبطت الهجوم على الفرع رغم أن إحدى السيارتين المفخختين انفجرت بالقرب منه، علما أن الجهات الرسمية السورية لم تصدر حتى الساعة موقفا علنيا من الهجوم.
في غضون ذلك سيطر الثوار على مجمل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة على الطريق العام الذي يصل دمشق بحلب في محافظة إدلب. وقال مدير المرصد إن القوات النظامية "انسحبت من كل الحواجز الواقعة في معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند اأحد المداخل"، مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما "كل تعزيزات النظام في طريقها إلى حلب".
إلى ذلك أكد مسؤول الإعلام في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري في حديث لمحطة "إم تي في" اللبنانية أمس أن الجيش الحر قبض على 13 عنصرا من حزب الله بكامل عتادهم العسكري في ريف حمص. وقال "نحمل حزب الله المسؤولية الكاملة وعليه ألا يورط لبنان في معارك خاسرة وأقول للون معين في لبنان لا تجعلوا أبناءكم وقودا لحرب أنتم لستم طرفا فيها". وأضاف أن الشعب السوري "لن ينسى من أساء إليه وأقول لحسن نصرالله إننا نعلم أين هو وكل من يدعم النظام وهو ليس بعيدا عنا ونحن قادرون على تلقينه درسا لن ينساه في قلب الضاحية". وأوضح أن "مصير الموقوفين لدينا مرهون بموقف قيادة حزب الله ووقف عملياته في سورية".
وفي باريس ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نظام بشار الأسد بوقف إطلاق النار من جانب واحد. وقال بان إثر لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس "بلغ الوضع مستوى غير مقبول، ومن غير المحتمل أن تستمر معاناة الشعب على هذا النحو. لهذا السبب شرحت للحكومة السورية أن عليها أن تعلن فورا وقفا أحاديا لإطلاق النار" داعيا المعارضة إلى القبول به. وأضاف بان أن "رد فعل" دمشق كان "معرفة ماذا سيحصل لاحقا". وقال بان "أدعو مجددا الدول التي تزود الجانبين بالأسلحة وقف إرسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستضع الشعب السوري في وضع أصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي". من جهته قال "علينا فرض عقوبات جديدة لإرضاخ النظام" السوري. وبين الأفكار التي قدمتها الأسرة الدولية "الاقتراح" التركي لفترة انتقالية في سورية يتولاها نائب الرئيس السوري الحالي فاروق الشرع.