لم تخف معلمات المدرسة الـ26 الثانوية للبنات بتبوك فرحتهن عندما حققت مديرتهن رغبتهن في فتح حضانة لأطفالهن داخل المدرسة التي يعملن بها، وذلك حين طلبت منهن اختيار أمنية يتمنين تحقيقها، فلم يكن منهن إلا أن تمنين حضانة للأطفال فحققتها لهن.
وترى المعلمة منيرة الرشيدي أن هذه الحضانة كانت من أروع الهدايا التي تلقينها في المدرسة، وتقول "بدأت الفكرة العام الماضي حينما اختتمنا عامنا الدراسي بعد إعلان النتائج بحفلة بسيطة بحضور جميع المعلمات، في ذلك اليوم أصرت المديرة في نهاية الحفلة على أن نختار أي أمنية نتمنى كمعلمات تحقيقها العام المقبل، فتعالت الأصوات متمنية أن تكون في مدرستنا حضانة لأطفالنا"
وتضيف "حينها سمعت الكلمة التي لن أنساها ما حييت عندما قالت أبشروا ولكم ما تريدون"، وبعد ذلك تم اختيار المكان من قبل المديرة، وقمنا جميعا بتجهيزه بالكامل بحيث يناسب جميع الأعمار، وتم توفير حاضنة سعودية تشرف على هؤلاء الأطفال براتب يتم دفعه من المعلمات أنفسهن".
وتعلق الرشيدي بقولها "قمة السعادة أن تعطي درسك وابنك قريب منك، علما بأنه لدي خادمة من الجنسية الإندونيسية تحضر مع ابني كل صباح، فالهدف هو الراحة النفسية، وليست حاجتي لمن يقوم برعاية ابني". وتكمل "نحن في النهاية أمهات، لدينا قلوب تتعلق بأطفالنا، مثلنا مثل أي أم تجلس في منزلها، وتمارس أمومتها على أكمل وجه، ولكن ما يبعث السرور في داخلي هو أني كمعلمة أساهم في بناء وطني، ودفع عجلة التطور نحو الأمام".
وناشدت الرشيدي جميع مديرات المدارس بالمسارعة بإنشاء حضانات خاصة بمعلمات المدرسة، حتى يحفظن أطفالهن في المقام الأول من الأيدي الغادرة، وتوفير الراحة النفسية للمعلمات.
من جانبها ذكرت المعلمة منال الوشيح أن سعادتها كانت بالغة بافتتاح الحضانة، وتقول "نشعر بالراحة النفسية عندما نرى أطفالنا أمام أعيننا وتكفي ابتسامة أطفالنا عندما يشاهدونا أمام أعينهم"، مشيرة إلى أنهن عندما تلقين الموافقة من مديرة المدرسة بفتح الحضانة بدأن بتوفير مستلزمات الحضانة التي جهزت بشكل يناسب جميع الأعمار.
وترى منسقة العلاقات العامة بإدارة تعليم تبوك تمام الشعلان أن "إنشاء الحضانة في الثانوية الـ26 للبنات بتبوك فكرة رائعة، رغم أنها تقوم بجهود شخصية من المديرة والمعلمات"، وتضيف "تحتاج هذه الفكرة إلى تشجيع ودعم من قبل إدارة التربية والتعليم، ويا حبذا لو طبقتها جميع المدارس بالمنطقة، لما تتركه من أثر إيجابي في نفوس المعلمات بعد أن أصبحن لا يثقن بترك أبنائهن لدى الخادمات".
وتذكر مديرة المدرسة الـ26 بتبوك حصة الخريصي أن "فكرة إنشاء حضانة كانت رغبة المعلمات منذ العام الماضي، ورحبت بالفكرة، وتم تنفيذها هذا العام، فبعض المعلمات لا يمتلكن خادمة، وليس لديهن أقارب بالمنطقة، وكلما كانت المعلمة مرتاحة نفسيا، زاد عطاؤها وإنتاجها، وهذا ما لحظته على المعلمات الأمهات".
وعن دور إدارة تعليم تبوك تقول "رحبت إدارة التربية والتعليم بتلك الخطوة بما أنه لا يؤثر على سير العملية التربوية والتعليمية، وتوفير المكان الذي لا يخل بالفصول الدراسية، وتتوافر به وسائل السلامة من تهوية ومخارج طوارئ، ونظافة، وغيرها من وسائل السلامة".
وتنصح الخريصي مديرات المدارس بالمبادرة بفتح حضانات، حتى وإن كانت شخصية، كي تستطيع المعلمة العطاء بأريحية دون الخوف على أبنائها.