والله (اذبحونا).. يوما بعد يوم وعاما بعد عام وهم على ما هم، لا جديد لديهم، وليس في الأفق ما يشير إلى أن هناك ما يمكن انتظاره منهم.
الدولة اختارتهم، وكل سبل النجاح هيأتها لهم، وبالمليارات دعمتهم، وحتى اللحظة لا (طاري) إنجاز أو نجاح أو تغيير عندهم.
"بعض الناس (هم كذا) يصلحون لـ (الترزز)، في كل مناسبة (بشوتهم تسبقهم)، وإذا فيه كاميرا وفلاشات تجدهم، بس لا تسألهم عن المنجز، لا تذكرهم بعبارة (ما لكم عذر)، لا تقول لهم الناس متضايقة، الناس (ملت) وهي تنتظر، الناس صارت (ما تصدق اللي ينذكر)".
(طيب مالحل؟)، هذا أعفوه والثاني أقالوه وذاك فصلوه.. بعضهم فوق ميزانيته خصصوا له اعتمادات بالمليارات، هذا أعطوه 9 مليارات وذاك 8، وكلما طلب قالت له الدولة (خذ).. (طيب وش الحل؟).
(وش الحل اللي يفك) الدولة من كلام الناس، من ضيقهم، من تذمرهم، من شكواهم، من شرهتهم وعتبهم وزعلهم؟
(وش الحل اللي) يرفع الحرج عن الدولة في كل عام ومع كل ميزانية ومع كل أزمة تصير أو كارثة تقع أو موقف صعب تكشف تداعياته للدولة والناس أن (اللي اذبحونا) لم ينجزوا شيئا، ولم يضيفوا جديدا، وأن واقع الحال مثل واقع العام، والعام الذي قبله ومثل خمس سنوات مضت ومثل يوم كان ما عندنا فلوس، يوم كان هناك عجز في الميزانية.
في ظني أن الحل أن تعيد الدولة النظر في الجهة أو المرجعية التي تستند عليها وترشح لها القيادات التنفيذية في الحكومة، وربما هناك حاجة لإعادة النظر في منهج وآلية وضوابط الترشيح، فبلادنا غنية بالكفاءات وبالقدرات، وبمن يدهم نظيفة، وبمن هم قادرون على إحداث فارق في المكان الذي يعينون فيه.
نحن بحاجة للمسؤول القادر على أن يضع أمام الدولة أهدافا محددة لإدارته، سواء كانت هذه الإدارة وزارة أو منطقة أو هيئة أو جامعة أو مطارا أو.. ويحدد نطاقا زمنيا لتنفيذ تلك الأهداف، وعندما لا يتمكن من الالتزام بما وعد، تطلب منه الدولة أن يترك المكان ليتولى المهمة شخص آخر، فالبلد يغص بالكفاءات ويغص بمن لديهم الولاء وبمن يتمنون ترجمة ذلك إلى واقع، بمعنى (قول وفعل).
ما لم يحدد لكل مسؤول نطاق عمل ونطاق زمني لهذا العمل فسيظل الحال كما هو من واقع التجربة، وستظل الدولة تعاني من حالة غير سوية لا ترضيها، كونها تصرف بالمليارات والناس يشكون مرددين عبارة: (فكونا منهم.. تراهم اذبحونا وما سووا شيء).