"العلم يدرك، ولكن الأرواح لا تدرك"، عبارة ردت بها مديرة المدرسة الثانوية الـ62 للبنات جنوب جدة، على كل من حاول إثناءها عن قرار اتخذته منفردة بتعليق الدراسة في مدرستها حتى إشعار آخر، بعد تكرار انقطاعات الكهرباء عن مبناها، وسط تحذيرات تلقتها من فريق إصلاح الكهرباء حول إلزامها بتخفيف ضغط الكهرباء، ومطالبتها بتحويل الدراسة من الفصول العلوية إلى الأرضية تجنبا للانقطاع.
مديرة المدرسة، وتدعى خيرية أكدت لـ"الوطن" أنها دأبت على إرسال شكاوى لإدارة تعليم البنات بجدة والتي بدورها خاطبت إدارة الكهرباء، وسط مداومة فني إصلاح الكهرباء على إصلاح العطل بشكل بطيء ودون جدوى، قائلة "مشكلة انقطاع الكهرباء أزلية تعاني منها المدرسة، وما زالت تتعامل معها شركة الكهرباء ببطء شديد". وأضافت أن المدرسة المستأجرة والتي تقرر إغلاقها وإيقاف الدراسة بها تكرر انقطاع الكهرباء فيها منذ بدء العام الدراسي الحالي، وتدرس بها 280 طالبة، إضافة إلى وجود معلمات وإداريات يتجاوز عددهن 51 موظفة، وإيمانا منها بالمسؤولية وحفاظا على سلامة وأرواح الطالبات تم إيقاف الدراسة بالمدرسة إلى حين انتهاء المشكلة، حيث تعاني الطالبات من شدة الحر وخاصة المريضات منهن.
وأضافت أنه تم إبلاغ الكهرباء عشرات المرات عن طريق إدارة التعليم بجدة، ومرت فرق صيانة من شركة الكهرباء، وطالبوا بضرورة تغيير جميع الكابلات القديمة والمهترئة، داعية إدارة التعليم إلى مخاطبة المالك وإجباره على تنفيذ المطلوب. وأشارت إلى بيروقراطية الإجراءات والتوقيعات التي سيطول معها حل المشكلة، وأن العمر الافتراضي لكابلات المبنى انتهى، وعليه يصعب حل المشكلة بسرعة.
وفي الوقت الذي علمت فيه "الوطن" أن إدارة التعليم خاطبت مالك المبنى بسرعة إجراء تغيير الكابلات منذ نحو 3 أشهر، وسط تجاهله هذه المخاطبات، أوضح مسؤول بشركة الكهرباء بجدة - رفض الكشف عن اسمه - أن إعادة تأسيس الكهرباء وإصلاح تلف الكيابل الداخلية مسؤولية المالك، وأنه يجري إصلاح الأعطال باستمرار وبصفة دورية وتتعامل فرق استرجاع التيار سريعا مع شكاوى الموطنين وأي جهات أخرى، مشيرا إلى أن جميع مدارس التعليم بجدة ذات المباني القديمة تحتاج إلى إعادة تأهيل باستبدال الكابلات القديمة والمهترئة بأخرى حديثة.