لا جديد لدى "وزارة التربية والتعليم" هذا الصيف، فـ"الفقمة البيروقراطية" المترهلة فيها، مازالت ـ ويبدو أنها ستظل ـ تتحين الفرص للعمل ضد منسوبيها ومنسوباتها؛ عكس ما هو مطلوبٌ منها! فبعد أن "تنازلت" عن نتائج فحص القدرات للمتقدمين للوظائف التعليمية، و"رهنت" عقول أجيال قادمة بيد "أشباه مؤهلين للتعليم"، وبدل أن تتعهد بواجبها في تطويرهم، وتطوير أسلافهم، برزت على السطح قضية عدول المعلمات: زوجات جنودنا البواسل، الذين لم يترددوا لحظة في تلبية نداء الواجب على حدودنا الجنوبية، ولم يحسبوا لأرواحهم حساباً، ناهيك أن يفكروا في مستقبل أسرهم، التي تشتت فوراً، ما اضطر كثيراً من المعلمات لطلب النقل إلى مناطق أهاليهن، أو قريباً منها؛ اعتقاداً منهن أن الأزمة الحدودية لن تنتهي بهذه السرعة! ولكن الله تعالى وفقهم لإنجاز المهمة الصعبة في وقت قياسي، بفضل الإدارة العليا المحترفة في الجيش السعودي؛ ليعودوا إلى مواقع عملهم في مختلف المدن العسكرية، المرابطة على مدار الساعة خدمة للوطن الغالي، فما الذي يمنع مساهمة "وزارة التربية والتعليم" في الرباط، بالموافقة على عدول المعلمات عن نقلهن؟ أليس هذا أقل ما نحيي به جنودنا البواسل؟ هذا لو كانت "الفقمة البيروقراطية" تعمل لصالح منسوباتها، لكنها ردت برفض العدول؛ لانتهاء الفترة "المبقرطة" سلفاً، ولعدم اقتناع الوزارة بالأسباب، حسب ما نشرته الزميلة/ "شمس" في عددها أمس! وزعم الصحفي الشمسي/ "فايز الثمالي" أنه لم يجد تجاوباً من المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور/ "فهد الطياش"!
أما قضية النقل فهي أبرز "الحركات" التي تلعب "الفقمة البيروقراطية" بها بأعصاب عشرات الألوف من المعلمين والمعلمات، "البنود" و"الشهيدات"، انطلاقاً من مبدأ أن "السعوديات مدلعات": حيث يطلبن النقل صيفاً إلى المنطقة الجنوبية، وشتاء إلى "جدة" بحثاً عن الدفء، أو إلى "المنطقة الشمالية" ليستمتع أطفالهن بالتزلج على الجليد! وتجدهن يتزاحمن على "الرياض"، و"الدمام"، "وجدة"، قبيل الأعياد ومواسم "الزواجات"؛ ليحصلن على أفخم الماركات "طازة"! فيما يتزاحمن على "المدينة المنورة" و"مكة المكرمة" في رمضان، والحج! أما في الربيع فتراهن يتجهن: إما لـ"حفر الباطن" بحثاً عن "الفقع"، وإما إلى وسط "نجد" بحثاً عن "الجراد"، وإما إلى جزيرة "فرسان" بحثاً عن "الحريد"!
فهل تلوم "الوزارة" أن تخالف أنظمة ديوان الخدمة المدنية، الصادرة من أعلى سلطة تشريعية في المملكة، وهي "مجلس الوزراء" الموقر، والتي تتيح لأي موظف أن يتقدم بطلب النقل، والعدول عنه في أي وقت من العام، لتضبط هذا "الدلع"؟ أم إنك تحسب أن لدى المسؤولين في الوزارة ما لديك من "فراغٍ" لمتابعة العملية التعليمية، وسد احتياجات المدارس من الكوادر التعليمية أولاً بأول؟ هل تظن أنهم "ما وراهم إلا المعلمين والمعلمات"؟