لماذا سكت العالم على المذبحة التي نفذها الرئيس السوري السابق أبو بشار حافظ الأسد مع شقيقه رفعت قبل 32عاما؟

استرجع السوريون يوم السبت الماضي ذكرى مذبحة حماة التي ذهب ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد عام 1982. حاصرتهم الدبابات بحممها في نفس الوقت الذي دكت فيه الطائرات منازلهم والمدينة بأكملها وأخذوا الآلاف من رجالها وأعدموهم جماعياً وأحرقوا جثثهم. كان الغرب شاهداً على المذبحة السابقة والحالية، فما الفرق بين مذبحة الأب ومذبحة الابن؟ وما الفرق بين الموقف الغربي في كلتا المذبحتين؟ إنهم ينددون بالأسد ولكنهم لا يفعلون شيئاً.

مرت هذه الذكرى على السوريين وهم يرونها مازالت متمثلة في مصيبتين: الأولى؛ استمرار مذابح وجرائم النظام الذي أجمع العالم على وصفه بأنه يقتل شعبه. والمصيبة الثانية؛ استمرار دول غربية في السكوت على هذه الجرائم الدولية! إنها بسكوتها تقدم دعماً لنظام بشار الأسد، وهو أمر لافت ولابد أنه يخفي سراً! فقراءة سريعة لموقف أميركا وفرنسا وبريطانيا في بداية ثورة الشعب السوري قبل عامين وموقفها الحالي تلقي ظلالاً من الشك على وجود علاقة بين النظام الديكتاتوري وبين هذه الدول.

لعل أول ما يجب أن نضعه في الحسبان هو أن النظام السوري لم يُعرف أنه حارب إسرائيل.. بل هناك اتفاق على وجود مناطق حدودية عازلة بينهما يحظر تواجد الجيشين فيها، علاوة على ذلك لم نسمع أن صد الجيش السوري هجمات إسرائيلية، ومن أشهرها هجوم الطيران الإسرائيلي على موقع تجارب السلاح النووي، والهجوم الإسرائيلي الأسبوع الماضي على معمل للسلاح الكيماوي،

إذا بدا الأمر واضحاً الآن عن سبب امتناع الغرب عن تزويد جيش الشعب السوري بالسلاح، فهذا لا يعفي الجامعة العربية من المسؤولية.