تبادل عدد من مربي المواشي وتجار "الأعلاف" الاتهامات حول التسبب في ارتفاع أسعار المواشي وتخزين الأعلاف بهدف ارتفاع الطلب وزيادة الأسعار، خصوصا وأن الأغنام ارتفعت بداية الشهر الماضي 30%، ومرشحة لخوض غمار الزيادة بحسب مربي الماشية إلى 150%.

وطالب رئيس اللجنة الوطنية الزراعية في مجلس الغرف السعودية المهندس عيد الشمري، مربي الماشية بأن تكون أسعارهم معقولة خصوصا أن الدولة تدعم الشعير، والأعلاف متوفرة في الأسواق بشكل جيد وتقدم للمربين بأسعار رخيصة.

وفي حديثه لـ"الوطن" رد الشمري على مبررات مربي الماشية برفع الأسعار الفلكية، بأنه لا مبرر لهم وأسعار الشعير والأعلاف متوفرة ومناسبة، مؤكدا أن تخزين الأعلاف يخضع للظروف الطبيعية للمواسم وليس له دور فاعل في زيادة الأرقام الفلكية من قبل مربي الأغنام والإبل.

وأوضح الشمري أن إنتاجية مزارع الأعلاف مع بداية فصل الشتاء تكون قليلة، الأمر الذي يدفع التجار إلى عملية تخزين الأعلاف لتوفيرها شتاء، مشيرا إلى أن تلك الطريقة ربما تزيد من أسعار الأغنام أو تجعلها في انخفاض.

وعما ادعاه مربو الماشية بأن تخزين الأعلاف تسبب في ارتفاع أسعار الماشية، قال الشمري لا حجة للمربين برفع الأسعار مع توفر الأعلاف والشعير في أسواق المملكة بقيمة مناسبة، داعيا المنتجين الأفراد بترشيد زراعة الأعلاف محليا، ومطالبا في ذات الوقت الشركات المنتجة للأعلاف بالمملكة بتفعيل مبادرة الحكومة للاستثمار الزراعي الخارجي خصوصا في الأعلاف.

وأوضح الشمري أن تفعيل المبادرة سيوفر قدرا كبيرا من المنتج لمربي الماشية وبأسعار مناسبة تنعكس على السوق المحلية، مؤكدا أن العوامل الطبيعية لها دور بارز في توفير المعروض كما حدث قبل عامين حينما لجأ التجار إلى تخزين كميات كبيرة من الأعلاف، مشيرا إلى أنه في ذلك الحين تحسنت الأجواء ربيعيا وحلت الأمطار وانخفضت معها تكلفة الأغنام.

من جهة أخرى، أشار تاجر الإبل والأغنام عايد المطيري إلى أن أسعار الأغنام ارتفعت مع بداية الشهر الماضي 30%، ومرشحة خلال الأيام المقبلة إلى الارتفاع بنحو 150%، مرجعا أسباب الارتفاعات الحالية إلى زيادة أسعار الأعلاف من قبل التجار وتخزينها بهدف التحكم في السوق.

وفي ذات السياق أضاف مربي الماشية علي العنزي، أن أسعار الإبل ارتفعت منذ بداية فصل الصيف حتى وصلت قيمة الحاشي البلدي إلى 6500 ريال، في حين بلغ سعر الكيلو 40 ريالا، مبينا أن الإبل المستوردة تكون أقل قيمة من المحلية، وأن معاناة المربين بعدم توفر الشعير تلاشت إلى حد ما، خصوصا وأن أسعار الشعير حاليا في توازن.

واتفق مربي الماشية ناشي الدوسري، مع توجيه أصابع الاتهام إلى تجار الأعلاف في التسبب بزيادة الأسعار، مشيرا إلى أن الأسعار ستزيد في الأيام المقبلة إلى 2500 ريال للخروف الواحد في كافة المناطق، مبينا أن بعض تجار الأغنام احتكروا أغناما أوزانها زائدة، لإخراجها إلى الأسواق مع قرب عيد الأضحى بهدف كسر السوق.

وأضاف الدوسري أن أسعار النعيمي البلدي زادت 50% عن الشهرين الماضيين، وأن أسعار الحاشي تترواح بين 5 آلاف و7 آلاف ريال، محذرا من أن بعض تجار الماشية يحتالون على قليلي الخبرة من المستهلكين ببيعهم خرافا "نجدية ونعيمية" مصابة "بخراج" والذي يتضح غالبا في الرقبة.

"الوطن" رصدت أسعار الأغنام في بعض مناطق المملكة منذ بداية الشهر الماضي، وتبين أن قيمة النعيمي البلدي في المنطقة الوسطى الذي يزن 23 كيلو تصل إلى 1600 ريال، في حين بلغت قيمة ما يزن 19 كيلوجراما 1500 ريال، أما ما وزنه 15 كيلوجراما فتبلغ قيمته 1300 ريال، فيما بلغ سعر الخروف النجدي ذو الوزن 19 كيلوجراما، 1450 ريالا، والخروف الهرفي بوزن 13 كيلوجراما 1200 ريال، أما في المنطقة الغربية فزاد الإقبال على الأغنام السواكني والحري، حيث بلغ سعر الأول 1800 ريال لوزن 19 كيلوجراما، والثاني 1700 ريال لنفس الوزن.