حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان من أن اختبار قدرة تركيا على الردع سيكون "خطأ فادحا" في إشارة لدمشق بعد إطلاق قذيفة مورتر من سورية على بلدة أكجاكالي التركية مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وفي كلمة ألقاها أمام حشد في إسطنبول أمس قال إردوغان "نحن لا نريد حربا لكننا لسنا بعيدين عنها أيضا. هذه الأمة وصلت إلى ما وصلت إليه بعد خوضها حروبا عبر القارات". وكان أردوغان قد أجرى اتصالا هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناول تداعيات الحادث. وقدم بان تعازيه لرئيس الوزراء التركي، مبينا الخطوات التي اتخذت لدى مجلس الأمن عقب اتصال وزارة الخارجية التركية به. واعتبر القصف السوري أمرا "لا يمكن قبوله"، كما أعرب عن استنكاره الشديد له.

وأدان مجلس الأمن مساءَ أول من أمس الهجوم وطلب "وقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وعدم تكرارها". وفي اتفاق نادر جاء البيان الصادر عن المجلس ليندد بالهجوم "بأقوى عبارات" بعد أن رفضت روسيا نصا أوليا عن الحادث وطرحت نسخة مخففة تدعو تركيا وسورية كلتيهما إلى التحلي بضبط النفس. واعترض الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن على النص الذي اقترحته موسكو لكنهم عدلوا المشروع المبدئي للبيان ليراعي بعض تحفظات روسيا. ودعا نص البيان النهائي لمجلس الأمن "الحكومة السورية إلى أن تراعي تماما سيادة جيرانها وسلامة أراضيهم". وطالب "أن تتوقف على الفور كل الانتهاكات للقانون الدولي وعدم تكرارها". وقال المجلس في بيانه "شدد أعضاء مجلس الأمن على أن هذا الحادث أبرز العواقب الوخيمة للأزمة في سورية على أمن جيرانها وعلى السلام والاستقرار الإقليميين".

ورغم تداعيات الحادث أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن بلاده ستواصل تزويد سورية بالطاقة الكهربائية. وقال "إن مشكلتنا ليست مع الشعب، بل مع الأخطاء التي يرتكبها النظام السوري". وأضاف في كلمته أمام فعاليات المؤتمر الخامس، لمعرض الطاقة العالمي، الذي يقام بأنقرة إن بلاده تدرك أنها مصدر للطاقة الكهربية التي تتدفق إلى سورية كما أنها مصدر للطاقة المائية لكل من سورية والعراق. وأكد يلدز استمرار بلاده، في دعم سورية بالطاقة الكهربائة، خاصة في الفترة "العصيبة" التي تمر بها البلاد، من ارتفاع في أعداد القتلى بشكل يومي، وازدياد الحاجات والمتطلبات للشعب السوري الذي يعيش "مأساة حقيقية، لابد لها أن تنتهي".

إلى ذلك أعلنت إيطاليا أن وزير الخارجية جوليو تيرسي أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره التركي أحمد داود أوغلو أعرب خلاله عن "الإدانة القوية" لحادث القذائف السورية وعن تضامن روما مع أنقرة. وأعرب تيرسي عن أمله في "أن تسعى جميع الأطراف المعنية لخفض التوتر" الراهن وذلك في إطار "تسليط الضوء على مخاطر توسع الأزمة السورية في المنطقة".