التاريخ مفتوح.. لكل شيء، وسجلاته جاهزة لتدوين كل شيء صغيرا وكبيرا..

تاريخنا يكتب اليوم ويدون بأعين الكاميرات وشاشات الفضائيات، بعضها يضخم الصغير وبعضها يتغاضى عن الأحداث.

وسيذكر التاريخ أن منا من افتعل "الكذب" بحسن نية، ومنا من افتعل "الكذب" بنية الإثارة، ومنا من افتعل "الكذب" عن جهل وعدم توثيق، "وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"..!

بعض القنوات تلغي برامجها وتسلط الكاميرات على مئات من المتظاهرين في القاهرة أو في المدن المصرية لتقول إنها تنقل الحقيقة وتتابع الأحداث دقيقة بدقيقة وهي تضخم الحدث ولا تنقل واقع مصر الحقيقة، فنقلها لصور المئات أو الآلاف في مظاهرات يعني تجاهلا لأكثر من 80 مليون مصري يعيشون على أرض الكنانة ويهمهم أمر مصر مثل كل مصري.

ما يجري في مصر تدنيس للديموقراطية وتخريب لوجه مصر الجديد، وتجميل لوجه النظام السابق رغم كل المآسي التي جرت في العهد الذي دام 30 عاما تحت نظام الطوارئ الذي آذى الناس.

حتى لو اتفق الجميع على أن مرسي سبب البلاء، ليس الحل بالمظاهرات التي أعاقت مصر عن العودة واجهة للعالم العربي.

بينما يقف الشباب أمام قصر الاتحادية أو الميادين يتظاهرون ويهتفون بمطالبهم، ويشتبكون مع الأمن ويعتدي الأمن عليهم، بينما الشباب يقتل منهم ويصاب.. تجمع النخب السياسية في القاعات الفخمة يتظاهرون بهدوء ويهتفون بأخطاء السلطة بصوت خافت يسمعه الجميع لأن الإعلام يقف على رؤوسهم وينقل مطالبهم..!

النخب السياسية في مصر هي أساس البلاء ورأس الخراب لأنها تثير ولا تثور وتطالب بالتغيير ولا تفعل غير التنقل بين أستديوهات القنوات.

المواطن البسيط يحتاج عمل النخب السياسية التي تطالب بالديموقراطية، وينتظر تنفيذ أقوالها التي تتزين بفلسفة التغيير والتطوير.

(بين قوسين)

لو كان "الرئيس" ذكيا لكلف أحد أركان المعارضة بتشكيل حكومة جديدة وجعلهم بينه وبين الشعب..!