لا تعجب.. فهناك من يقيّمك وفقاً للساعة التي تضعها حول معصمك.. تبعاً للقلم الذي يزيّن جيبك.. هناك من يقيّمك تبعاً لحذائك أو إطار نظّارتك!

هذا مرض خليجي بامتياز بالمناسبة.. وهو أمر طبيعي ويعتبر إفرازاً للثراء الذي طغى على كثير من الخليجيين خلال السنوات الماضية..

شيء من ذلك لا يمكن أن يترافق مع الإنسان الذي عاش في نعمة منذ نشأته.. هذا الإنسان لا يمكن لك أن تلاحظ أي تغيّر يطرأ على سلوكه أو علاقته بالآخرين.

قلت سابقاً إن مشكلتنا تكمن فيمن نام وفي فمه ملعقة من تراب.. واستيقظ وفي فمه ملعقة من ذهب.. هؤلاء الذين لبسوا ثيابا ليست ثيابهم.. ينشؤون وتنشأ معهم سلوكيات وعادات سيئة.. ويعكسون صورة مشوهة..

المغنية " أحلام" هي أبرز مثال اليوم لهذا المرض، المتمثل في تقييم الناس وفق ما يملكون ويلبسون ويأكلون.. آخر طوامها ظهرت قبل يومين في مؤتمر صحفي - حسبما نشرت "الوطن" - حينما سخرت من الفنانة الجميلة "نانسي عجرم" كونها لا تراها ترتدي المجوهرات!

هذه هي الطريقة الصحيحة لديها لتقييم الناس.. وهذا نتاج طبيعي لإنسانة عاشت وسط خيام الأفراح، ثم تطور الأمر معها نحو قصور الأفراح، ثم وصلت لقاعات الفنادق الخمس نجوم، وتحيي حفلات الذوات وعلية القوم، وأصبحت تقبض بالدولار.. وتقضي الصيف في منتجعات أوروبا.. ما الذي نتوقع من "محدثي النعمة"؟!

بقي أن أقول للفنانة اللبنانية والأنثى الرقيقة نانسي عجرم: "أمسحيها بشوارب مبارك الهاجري"!

- يقول زهير بن أبي سلمى: (ومهما تكن عند امرئ من خليقة.. وإن خالها تخفى على الناس تعلم).