شاهدت كغيري حلقة "طاش ما طاش" عن "تعدد الأزواج" المزمع بثها في رمضان المقبل؛ والتي تم تسريب أحداثها عبر موقع "يوتيوب" على شبكة الإنترنت. وبعيدا عن تشريح الأداء الفني لطاقم العمل، نقدا وتعليقا، والقدرة التخيلية للمؤلف وكاتب السيناريو المأخوذ عن مقالة للكاتبة الصحفية نادين البدير. فإن ما استوقفني هو النهاية التي يتاح فيها فتح الباب أمام النقاش والحوار ما بين المخرجة والجمهور. هنا توقفت عند شيئين رئيسيين، هما: أن العرض الأولي والحصري لأي عمل درامي، يعني أن الجمهور والحضور هم من النخبة، أي من فئة النقاد والصحفيين المتخصصين والمنتجين الفنيين والمخرجين...إلخ، ومع ذلك لم يكن النقاش يشي بشيء من هذا القبيل، بل كان نقاشا هداما على شاكلة ما تتناقله بعض المنتديات المؤدلجة، يحمل طرحا جامدا وليس فيه أي فلسفة أو نقد فني أو رؤية خلاقة للحوار والنقاش تعزز مرامي وأهداف العمل الدرامي.
توقفت أيضا عند مسألة في غاية الأهمية، لم يتنبه لها القائمون على العمل الفني، وهي أن الصفوف الخلفية في قاعة العرض المغلقة التي تم فيها عرض العمل الفني للمرة الأولى على جمهور نخبوي متخصص، أو هكذا يفترض، اقتصرت على النساء، فلم يكن في الصفوف الأولى إلا ما هو أقل من عدد أصابع اليد الواحدة من السيدات، وهن من اللواتي شاركن في العمل إخراجا وتمثيلا.
الخلاصة، الحلقة إذا وعلى الرغم من الحراك الكبير الذي أحدثته، إلا أنها لم تشفع للمرأة في أن تشارك أخاها الرجل في الجلوس بالصفوف الأولى، وأبقت عليها كما هي، قابعة في الصفوف الخلفية، بلا حراك ودون أن نسمع لها صوتا مؤيدا أو معارضا، لما دار من أحداث في الحلقة، وكأنها لا يمكن أن تكون ناقدة أو متذوقة، أو صحفية متخصصة في الشؤون الفنية، وفي إشارة رمزية تؤكد أن الصفوف الخلفية بقيت كما هي.