وصف عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور صالح معيض الغامدي، بعض الروايات الحديثة للروائيات السعوديات وبعض الشباب بأنها "عرض للسيرة الذاتية أكثر من كونها رواية"، مشيرا إلى أن ما يحدث هو استغلال للرواية بدافع الرغبة في الهروب من الرقيب.

وقال الغامدي في محاضرته "السيرة الذاتية.. قديما وحديثا" بخميسية حمد الجاسر صباح أمس، التي أدارها الدكتور هاجد الحربي، "إن الدافع الديني كان من أهم الدوافع التي حفزت على كتابة السيرة الذاتية العربية قديما، مشيرا إلى أن الكثير من أصحاب هذا الدافع أخذوا بالأحاديث التي تبرر الكتابة عن الذات، ولم يأخذوا بالأحاديث التي فيها حث على عدم إبراز الذات".

وأضاف، "الغرب كانوا يعتبرون التعري في كتابة السيرة الذاتية "مقيتا" ولا يرغبون فيه، لافتا إلى أن كتب رحلات محمد العبودي لا تعد سيرة ذاتية، بينما نجد في العصر الحديث الدكتور غازي القصيبي ذكر بعضا من سيرته من خلال عدد من رواياته مثل رواية شقة الحرية، وكتاب الإرادة، ولم يكتب سيرته مجمعة في كتاب واحد، وهو نوع من كتابة السيرة يطلق عليه الكتابة المجزأة، كما أن هناك أنواعا عديدة في كتابة السيرة حديثا مثل السيرة الرقمية، والسيرة البصرية، وكتابة السيرة بشكل مباشر.

وعن استفادة العرب من النماذج الفارسية والغربية في كتابة السيرة قال الغامدي: لا أرى أن العرب أخذوا من السيرة الغربية قديما، لكنهم استفادوا من كتابة السيرة عند الفرس، مشيرا إلى أن المتصوفين قديما كتبوا السيرة الذاتية من منطلق رأيهم في محاسبة النفس ومعرفة النفس، فضلا عن أن كتب السير قديما لم تدرس بالشكل الكافي، بدليل أنها لم تلق العناية الكافية.

وحاول الغامدي التفريق بين السيرة والتراجم في العصر القديم للحضارة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن السيرة مصطلح عربي مثل الكتابة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، أما التراجم فتستعمل للحديث عن الشخصيات الإسلامية المرموقة.

وخلص الغامدي إلى القول: إن كتابة السيرة العربية قديما هي إما سيرة ذاتية روحية، أو سيرة لنماذج من القادة أو الأدباء الذين انخرطوا في السياسة.

وختم الغامدي محاضرته ناصحا بكتابة السيرة؛ لأن فيها خدمة للأجيال القادمة، على حد تعبيره.