كشفت حملة "الشارة" الدولية لحماية الصحفيين عن مقتل 110 صحفيين منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية سبتمبر الماضي في 25 دولة، بزيادة بلغت 36% عن السنة الماضية.

ووصف السكرتير العام للحملة بليز ليمبان هذا الرقم بالقياسي منذ بداية رصد الحملة للقتلى من الصحفيين في كل عام وكل ثلاثة أشهر، مضيفا أن العام الماضي شهد مقتل 110 صحفيين، منهم 81 خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2011، ولفت إلى أن المعارك الدائرة في سورية أودت بحياة 36 صحفياً وصحفية.

وأوضح أن حملة "الشارة" تدين بشكل قوي استهداف الصحفيين، مؤكدا أن السوريين يعرضون أنفسهم إلى مخاطر جسيمة لإطلاع العالم على تطورات الحرب، وانضم إليهم الإعلام الأجنبي والعربي، فيما تم اعتقال آخرين وتعرض آخرون للإصابة.

وشددت حملة الشارة على أن الصومال تمر بأصعب أسابيعها، حيث تعرضت في الأسبوع الأخير إلى مقتل 5 صحفيين بعضهم قتل بطريقة وحشية، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد القتلى من الصحفيين هناك منذ بداية العام إلى 16 صحفياً.

وذكرت "الشارة" أن جماعة خارجة على القانون أعدمت الصحفي عبد الرحمن محمد علي في 26 سبتمبر الماضي بعد خطفه من منزل والدته، وقبلها بستة أيام أطلق مسلحون النار على الصحفي أحمد عبدالله فرح الذي يعمل بوكالة الأنباء اليمنية، أثناء التقاطه بعض الصور وهو داخل سيارة جنوب مقديشيو وأردوه قتيلاً، وفي نفس الأسبوع قتل ثلاثة صحفيين آخرين لأسباب مختلفة.

وأدانت الحملة بقوة استهداف الصحفيين في أغلب الأوقات، وعمليات الهجوم عليهم في الصومال. وقالت: إن المكسيك تأتي بعد الصومال كأخطر الدول للعمل الصحفي بمقتل عشرة صحفيين هناك منذ بداية العام، حيث تعرض الصحفيون في المكسيك إلى التنكيل الوحشي بجثثهم، وتلا المكسيك كل من باكستان والبرازيل حيث قتل في كل منهما سبعة صحفيين، ثم هندوراس بمقتل 6 صحفيين.

أما الفلبين فتأتي في المرتبة السادسة بمقتل 5 صحفيين، ثم العراق 3، ونيجيريا 3، وحصلت حملة "الشارة" على تأكيدات بمقتل 3 صحفيين في المعتقل خلال شهر أغسطس في إريتريا، ولم تعرف بعد أسباب الوفاة.

وفي أفغانستان، وبنجلاديش، وكمبوديا قتل 2 من الصحفيين في كل من هذه الدول، وقتل صحفي في كل من البحرين، وبنجلاديش، وكمبوديا، وكولومبيا، والإكوادور، وهايتي، وإندونيسيا، ونيبال، وأوغندا، وبنما، وتنزانيا، وتايلاند.

وتصدرت منطقة الشرق الأوسط أكثر المناطق خطورة لعمل الصحفيين بمقتل 36 صحفيا، ثم أميركا اللاتينية 29، وإفريقيا 24، وآسيا 21.

وكانت السمة المصاحبة لمقتل الصحفيين هي عدم تقديم الجناة للمحاكمة، ومن ثم فإن حملة "الشارة" تأمل في أن يترجم قرار مجلس حقوق الإنسان الذي أقر في الأسبوع الماضي حول سلامة الصحفيين إلى دفع الحكومات لعمل تحقيقات بهدف تحويل مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.

وصرحت رئيسة حملة الشارة هدايت عبد النبي بأن قوة الدفع البطيئة لا تتمشى مع تزايد عدد القتلى من الصحفيين نحو مضي الحكومات نحو عملية تفاوضية لإقرار وثيقة جديدة ملزمة لحماية الصحفيين.

وأضافت أن الحكومات مضت بخطوة إلى الأمام في الأسبوع الماضي في جنيف إلا أن البعض يمارس فرملة على الحكومات للمضي بهذه العملية إلى الأمام.

وأكدت عبد النبي أن الحملة لا ترحب بهذا التباطؤ لأن دماء الزملاء من الصحفيين تفرض على الحكومات ضرورة بدء العملية والانتهاء منها بشكل سريع.