في زمن انفلات الإعلام الرياضي ودخول المتردية والنطيحة هذا المجال والعراك الشديد في الفضائيات وما يشوبها من تصغير وتحقير وسب وشتم وعناوين لا أخلاقية وهابطة والدفاع عن الأشخاص والأندية على حساب مصلحة الوطن، لا نملك إلا واحدا من أمرين إما الابتعاد عن هذا الوسط الذي أصبح بؤرة فساد ونتركه لهواة الثرثرة والمنتفعين، أو نقف صفا في وجه هذا الطوفان الذي دمر رياضتنا وجعل كل من يحترم نفسه يبتعد عن هذا المجال.

بقاء إعلاميي الغفلة مشكلة كبيرة فهو يؤسس جيلا حقودا حسودا هدفه الانتقام والسخرية والتقليل من الآخرين.

للأسف في قنواتنا الفضائية بمختلف مسمياتها وبرامجها لم يتبق إلا أن يشهر أحدهم سلاحه ليصوب على الآخر، ولن نستغرب ذلك في المستقبل خصوصا أن الأمر تطور كثيرا ووصل أعراض ومحارم البعض.

ما يحدث في إعلامنا من ضجيج يومي يندى له الجبين، وما زاد من صعوبة الأمر أن الإعلام لدينا أصبح "علاقات وليس كفاءات" فكل شخص يأتي بصاحبه ويصنع منه إعلاميا، وبارك هذه الخطوة مسؤولو الفضائيات، فتجد ذات المشجع يتنقل بين الفضائيات وبين البرامج حتى أصبح يرى أنه علامة عصره.

للأسف هذا ما جعل الصحف والبرامج والفضائيات تمتلئ بمشجعين وليس إعلاميين وللأسف هناك من يتكسب من وراء نشر خبر ما.

التحرك الأخير من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أعاد التوازن قليلا، لكنه لا بد أن يستمر وأن يطبق بشكل صارم على الجميع، وأن يوازيه في ذات الخط تحرك من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل وذلك من خلال إيقاع أشد العقوبات على بعض المحسوبين المتطاولين على رياضة بلدنا.

أخيرا.. هل سيأتي يوم على رياضتنا نفكر ونتناقش ونختلف فكريا بعيدا عن التحقير والتصغير والسخرية، وهل سيأتي اليوم الذي تكون لدينا شجاعة تقبل آراء الآخرين؟