للإجابة عن تساؤلين مهمين: ما الذي يريده الوطن للشباب؟ وماذا يريد الشباب من الوطن؟ نحتاج إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا وواقعنا ليس أكثر، حيث يريد كلاهما أن يكون بخير، كلاهما يريد أن يكون قادرا على منح الحياة الكريمة، وصنع الحياة الكريمة؛ فالوطن دون شبابه سفينة في مهب الريح والشباب دون وطن وأحلام طيور بلا أجنحة ولا يجب أن تكون الطيور بلا أجنحة مطلقا، ذلك خارج عن الفطرة لهذا تموت الطيور إذا فقدت أجنحتها.
كذلك الأحلام؛ فعندما تتحول الأحلام إلى سراب يقتل الطموح، وعندما تُقفل الأبواب أمام الإنسان يتحول الإنسان إلى لا شيء، وعندما يقهر الإنسان الحر يصبح بلا كرامة، وعندما يُشوه الوطن وهو جميل عندها فقط نصبح غرباء في وطن بلا ملامح. هذه كانت أهم محاور فيلم المليون مشاهد "أدركوا الشباب" الذي يبث على قناة يوتيوب، وهو من أفلام الواقع، تأليف وفكرة: أحمد وعاصم القاسم، شاركهم فيه نخبة من الشباب المؤمن بقوة وأهمية أفلام الواقع، وأنها من أكثر الوسائل التي تحمل رسالة إنسانية حقيقية، وبأنها أقوى من مقال يكتب، أو مقولة تُقال وبأنها مؤثرة وقادرة على استقطاب مليون مشاهد في وقت قصير لأنها تمثل صوت شريحة كبيرة من البشر، هؤلاء البشر هم الشباب. شباب الأمة وعمادها وعصبها ولم يعد مستساغا مثل هذه العناوين العريضة عن الشباب وأهمية دورهم في أي أمة بخلاف أن الحاجة في الوطن غربة.
الشباب اليوم هم من ترقى بهم الأمم وترقى بهم حضاراتها وعلى أكتافهم تقوم الأمة هؤلاء هم من يصنعون المستقبل المشرق لوطنهم. إنهم صمام الأمان وهم عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها، هم يملكون طاقات هائلة وبالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئا، والبناء هشا، وبعدم الاستفادة من طاقاتهم الهائلة سيخسر الجميع الكثير، وهذا ما يشكل خطرا على المجتمع لأنهم قد يهدمون البناء، وينشرون الفساد وهذه معادلة ينبغي الأخذ بها ـ ليس بالمعنى النظري تحت عناوين الدارسات والخطط الخمسية ـ بل على أرض الواقع وفي قلب الواقع الحقيقي المحسوس المادي الذي يمكن أن نراه في توظيف الإمكانات الكبيرة مع المتطلبات الحقيقية.
إن تفعيل مشاركة الشباب في الحياة العامة، ينبغي أن يكون على أساس أنهم شركاء أساسيون في التخطيط للمستقبل، ينظر إليهم بصفتهم فرسانا للتغيير ويضعهم أولوية وطنية في الأجندة الوطنية الثقافية، والتقنية، الاقتصادية، الأمنية، والسياسية.
ينبغي أن نعيد النظر في أجندة مئات المشاريع التي توفر للشباب متطلباتهم الوظيفية.
"أدركوا الشباب" فيلم من قلب الواقع رسالته نبيلة وهدفه أنبل وهو يدعو لحياة كريمة لكل شاب ويأمل دعما اجتماعيا يعزز ثقة الشباب بأنفسهم وقوة وطنية تؤمن لهم بيئة آمنة مستقرة.