تعتبر البرامج الجماهيرية tuk show من البرامج التي لاقت رواجا جيدا لدى الجماهير، وهذه البرامج تعد من أنجح البرامج لما لها من ردود فعل جيدة في استقطاب المشاهدين للقناة التلفزيونية.

في تصوري أن هذه البرامج لها نفس مقومات المسرح في ردود الفعل المباشرة، خصوصا إذا توافرت فيها مقومات الإنتاج الجيدة، وأول هذه المقومات مقدم البرنامج، فهو الذي يستطيع أن يصعد بالبرنامج وهو الذي قد يجعل حظوظ نجاحه ضئيلة. ومما جعلني أكتب عن هذا الموضوع سؤال وُجه لي من أحد الأصدقاء ونحن نشاهد أحد هذه البرامج على إحدى هذه القنوات، وقال لي: هل هذا البرنامج يعد من البرامج الجماهيرية؟ قلت له: هذه البرامج لها أسلوبها الخاص، ولها مقومات خاصة في العناصر الإنتاجية، وأولها مقدم البرنامج ويتبعه الإعداد الجيد والإخراج الذي له إيقاع خاص. وللأسف أن مقدمي هذه البرامج لا يفرقون بين البرامج الحوارية والجماهيرية، وكذلك حال بعض المخرجين، فمقدم البرنامج يجب أن تكون له مواصفات خاصة، وتكون لديه مقومات جسمانية معينة، وكارزما خاصة تتقبلها الكاميرا، كذلك خفة أدائه وسرعة بديهته حتى يستطيع تحريك حضور الأستديو ليصل بالبرنامج إلى قلوب المشاهدين.

أما الديكور والإضاءة فلهما حسهما الفني في توزيع وحدات الديكور التي يتطلبها الإعداد وانسجامهما مع الحضور ليتمكنوا من التفاعل. ولذا فإن هذين العنصرين لهما أهمية كبيرة في اللغة البصرية الحسية لدى المتلقي. أما الإخراج فلا شك أن إيقاعه لا بد أن يبرز جمالية العنصرين مع التركيز على حركة المقدم وتفاعل الجمهور معه في النقاش بإيقاع سريع في تقطيع الكاميرات.

لقد كان لي حظ في حضور برنامج أوبرا أثناء تسجيل هذا البرنامج قبل حوالي 10 سنوات، وشاهدت مدى مهنية العاملين في هذا البرنامج، وعرفت ما هي هذه البرامج وكيف يتم الإعداد لها. ويبدو أن الذين يقدمون مثل هذه البرامج لديهم خلط بين البرامج الحوارية والبرامج الجماهيرية، وليس كل برنامج به عدد قليل من الحضور يصبح برنامجا جماهيريا، وكما قلت في البداية فإن هذه البرامج لديها بعض من المسرح في الفعل وردة الفعل.