فيما لجأت جامعة الحدود الشمالية إلى قطع أكثر من ألف كيلو متر للوصول للعاصمة الرياض لمناقشة خطتها الاستراتيجية، واجهت انتقادات عدة من قبل مشاركين، وذلك لتكبد مصاريف التنقل والإقامة من منطقة الحدود الشمالية حتى العاصمة، الأمر الذي برره مدير الجامعة الدكتور سعيد آل عمر بالحاجة للتفرغ التام من قبل المشاركين لدراسة الخطة.

وقال آل عمر لـ"الوطن" أمس عقب افتتاحه أعمال ورشة الخطة الاستراتيجية إن اختيار الرياض كمقر لعقد الورشة جاء لكونها تحتاج إلى وقت كبير، يتطلب تفرغ عمداء الكليات والعمادات المساندة، ومختلف المشاركين. وأضاف "حرصنا على مشاركة أبناء المنطقة في مواقع المسؤوليات بما في ذلك عدد من القيادات الإدارية بالمنطقة، ومنهم أمين المنطقة، ومدير التعليم، ومدير الغرفة التجارية، والنادي الأدبي، ورؤساء المجالس البلدية، ومختلف المسؤولين من القطاعين العام والخاص، وذلك بهدف أن تتكامل الجامعة مع المجتمع".

وأشار آل عمر إلى أن الجامعة تسعى لوضع خطة إستراتيجية تمثل خارطة طريق لأي عمل داخل الجامعة، لأن المسؤولين متحركون والمؤسسة هي الباقية، مؤكدا أن الجامعة تتطلع من خلال الورشة إلى بناء خطة استراتيجية مرنة تلبي حاجة الجامعة ومجتمع منطقة الحدود الشمالية، وترقى إلى بناء مؤسسة تعليمية رائدة تكون مخرجاتها ذات جودة عالية، تتسق مع حاجات البيئة والمجتمع.

وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجهها الجامعة هي إنشاء المدن الجامعية في كل من عرعر ورفحاء، حيث افتتحت المرحلة الأولى بعرعر والمتمثلة في كلية العلوم والتي تستوعب قرابة 8 آلاف طالب وطالبة. كما تم توقيع عقد إنشاء المستشفى الجامعي للمدينة الجامعية في عرعر، وسكن أعضاء هيئة التدريس، وسبق ذلك توقيع عقد إنشاء كلية الطب.

وفيما يخص المدينة الجامعية في رفحاء، أكد مدير الجامعة وجود مبنى قائم حالياً، يتوقع استلامه في غضون عام ونصف، كما تم إرساء مناقصة الأسوار والطرق للموقع العام للمدينة الجامعية. أما في محافظة طريف، فجرى استلام الأرض، وجار البناء بشكل عاجل لإحدى الكليات.

إلى ذلك، أبدى عدد من المشاركين الذين تحفظوا على ذكر أسمائهم، استياءهم من طريقة عرض أوراق العمل، وتوزيع أماكن الحضور، حيث اتخذت إدارة الجامعة أماكن المقدمة، فيما احتل الحضور من خارج الجامعة مواقع متأخرة. وتساءل أحد الحضور خلال تصريحه لـ"الوطن": هل أتت بنا الجامعة لتلقي علينا ما لديها بدل أن تستمع إلينا؟

ولوحظ خلال الورشة وجود شعار جامعة الملك عبد العزيز، في عدد من اللوحات الإرشادية واللافتات، وهو ما أثار دهشة عدد من الحضور والمشاركين.

"الوطن" أعدت كلفة تقديرية لتكاليف الإقامة والتنقل، حيث بلغ أعضاء الوفد المشارك 55 فرداً، في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط الإقامة لليلة الواحدة 750 ريالاً، وهو ما يعني تكلفة تزيد على 165 ألف ريال للإقامة لأربع ليال وهي مدة انعقاد الورشة. وتبلغ تكاليف السفر من عرعر إلى الرياض أكثر من ألف ريال للتذكرة على الدرجة السياحية، وهو ما يمثل إجماليا يبلغ أكثر من 210 آلاف ريال، بخلاف تكاليف القاعة، والمأكولات.