عندما لم يتأهل منتخبنا الأول لكرة القدم للأدوار النهائية لبطولة الخليج الأخيرة التي أقيمت في المنامة غضب الشارع الرياضي السعودي، وحدث ما حدث من تداعيات لتلك الهزيمة، كإقالة المدرب ريكارد والجهاز الإداري وتعيين مدرب جديد وطاقم إداري جديد.
جاري أبو أحمد الذي لا تفوت عليه مثل هذه الأحداث دون أن يعلق عليها، ما أن قابلني في اليوم التالي إلا وقال: "وهل الموضوع توقف على المنتخب وعلى كرة القدم فقط"؟
أبو أحمد يرى أننا نعاني في جوانب عديدة من نفس ما يعانيه المنتخب، وأنه بمثل ما كان المنتخب صائما عن البطولات والإنجازات منذ عقد تقريبا فإننا أيضا صائمون عن تحقيق أي منجز في العديد من الجوانب، بينما غيرنا يحقق نتائج إيجابية ويتطور ونحن نتراجع.
وعلى الرغم من أنني فهمت ما يقصده أبو أحمد وما يريد أن يذهب إليه لكنني لم أعلق واكتفيت بالسماع، ويوم أن غرقت تبوك جراء الأمطار هذا الأسبوع وبات الناس يبحثون عن مأوى، ضحك في وجهي أبو أحمد وقال بصوت عال: "ألم أقل لك..؟ كثيرة هي القضايا التي يحدث فيها نفس ما يحدث في المنتخب.. من تدخل في التشكيلة أو في طريقة اختيار المدرب، ومن ثم العبث بسمعة تاريخنا الرياضي عبر تكتيك تدريبي غريب، وعدم القدرة على خلق توليفة متفاهمة بين أفراد الفريق".
ورغم غرابة تشبيه جاري أبو أحمد إلا أنه زاد وفاجأني حينما قال: "وإن كان البعض منا يرى أن الإعلام الرياضي له دور فاعل ورئيسي فيما آل إليه وضع المنتخب بسبب التعصب وعدم الموضوعية فيما يطرح وفيما يكتب عبر البرامج التلفزيونية الرياضية وعبر الصفحات الرياضية في الصحف؛ فإن ما حدث في تبوك مشابه لما يحدث مع المنتخب.. فطوال العام والأقلام والبرامج التلفزيونية تثني على كل شيء ولا تظهر إلا ما تسميه إنجازات، حتى إنها إذا أفلست طالعتنا بأخبار على وزن كم رخصة بناء أصدرت البلدية خلال عام، وكم مريض راجع العيادات الخارجية خلال سنة! ويوم أن هطلت الأمطار وانكشف واقع الحال ظهرت الأقلام والصور والمشاهد التلفزيونية لتقول إن البنية التحتية في هذه المنطقة شبه معدومة في كل شيء"؟!
حينها قلت لأبي أحمد: لك الحق فيما تقول، فهناك أخطاء كثيرة مشابهة لما كان يحدث في المنتخب، لكن الفرق بينهما أن المنتخب يلعب والناس تشاهده على الهواء مباشرة، بينما هناك من يلعبون ولا يراهم أحد إلا إذا قدر الله وحدثت مصيبة أو كارثة مثل السيول والحرائق والحوادث التي مررنا بها في السنوات الماضية، والتي كشفت الكثير من القصور والخلل، والدليل أن وفد هيئة مكافحة الفساد وصل تبوك قبل وصول فرق الإنقاذ!