كشـفت مصـادر لبنانيـــة لـ "الوطن" عن مشاركة طيارين إيرانيين في قصف مواقع الجيش الحر في حمص وحلب وإدلب، فيما أسرت جماعة إسلامية خمسة ضباط يمنيين ساعدوا قوات الرئيس الأسد في التصدي لقوات المعارضة، وذلك في ظل اشتباكات عنيفة في عدة مدن، خاصة في حلب.
وأفادت مصادر حزبية بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يسيطر "حزب الله"، لـ "الوطن"، أنَّ أعدادا من الحرس الثوري الإيراني، معظمهم من الطيارين، وصلوا إلى مطار الرئيس رفيق الحريري في بيروت بمواكبة خاصة من أمن "حزب الله"، موضحة أن هؤلاء توجهوا لاحقا إلى سورية، حيث شارك عدد منهم إلى جانب قوات النظام في قصف المناطق التي يتحصن بها الجيش السوري الحر، لاسيما حلب وحمص وإدلب وعند الحدود اللبنانية.
وأضافت المصادر أن مرور الإيرانيين عبر بيروت استهدف حماية تحركاتهم بعد اختراق مقربين من الجيش الحرّ أمن المطارات الرسمية التابعة للنظام، وأن إيران تخشى استهدافهم على غرار ما حدث مع عشرات العناصر الإيرانية من الحرس الثوري قبل ذلك، والذين جاءوا متخفين بحجة أنهم زوّار للعتبات المقدسة في العراق وسورية.
إلى ذلك، أعلنت جماعة إسلامية معارضة أنها أسرت خمسة ضباط يمنيين أرسلتهم حكومتهم للمساعدة في قمع الانتفاضة السورية، وهو مانفته اليمن. وأظهر تسجيل مصور نشرته "جبهة النصرة" أول من أمس لقطات لخمسة رجال يرتدون ملابس مدنية ويطلبون من الحكومة اليمنية التوقف عن دعم نظام الأسد. وعرف أحد الرجال الخمسة نفسه بأنه محمد عبده حزام المليكي، وقال إن الحكومة اليمنية أرسلته هو وزملاءه إلى دمشق لمساعدة قوات الأسد في الحرب. وأضاف المليكي "أتيت بتنسيق بين الحكومة اليمنية والسورية لإجهاض الثورة السورية. أوجه للحكومة اليمنية نداءً بقطع جميع العلاقات العسكرية واللوجستية لأن نظام بشارالأسد نظام يقتل شعبه وهذا ما رأيناه ولمسناه بأم أعيننا في كثير من المناطق السورية". كما أظهر التسجيل المصور بطاقات الهوية الخاصة بالرجال إلى جانب صور لهم بالزي العسكري. وقالت جماعة حقوقية يمنية إن الرجال الخمسة ضباط بالجيش يدرسون في أكاديمية عسكرية بحلب وفقدوا في أغسطس الماضي بعد اشتباكات بالمدينة. وذكرت منظمة "هود" أن خمس أسر يمنية أبلغت في 4 سبتمبر الماضي عن اختفاء أبنائها أثناء سفرهم من حلب لدمشق في طريق العودة إلى وطنهم بعد استكمال دراستهم. وجاء اسم المليكي بين الرجال الخمسة الذين ذكرتهم المنظمة الحقوقية. وأضافت أن يمنيا سادسا وهو طبيب فقد بعد أن أحتجزته السلطات السورية في مطار دمشق يوم 13 أغسطس الماضي.
وبدوره نفى مصدر رسمي في اليمن هذه الأنباء، مشيرا إلى أن هؤلاء طلاب يدرسون في الأكاديمية السورية.
ميدانيا، أفادت لجان التنسيق السورية أن 30 شخصا بينهم سبعة أطفال قتلوا بقصف لطائرات النظام على مدينة سلقين في إدلب أمس. كما قتل العشرات بقصف على مناطق بمحافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط) بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن استمرار القصف والاشتباكات في أحياء بمدينة حلب (شمال)، فيما أعلن عن مقتل 18 جنديا نظاميا في كمين نصبه الثوار لهم في حمص، وعاشت العاصمة أجواء رعب بعد أن هزتها الانفجارات في أعقاب قصف مدفعي.