الطـرافة والسخرية التي يمارسها كثير من المتفاعلين مع الإعلام الجديد والقديم، تـخفف وقـع الألم ومرارة الحدث. حتى وإن اتهمنا - من بعضنا - بأننا شعبٌ "نقاد" وشعبٌ "محتار".. فالتفاؤل وحسن الظن من أهم صفاتنا.

كثير من ردود الفعل على قصة شيك الطالب البالغ 10 ريالات الذي تم نشره باختصارٍ مصور على أولى "الوطن"؛ كشف مدى حسن ظن شعبنا وقدرته البلاغية، خاصة بأسلوب "الذم بما يشبه المدح"..!

البعض اعتبر نشر الشيك خدم تلك الإدارة وأبرز دقتها في عملها، وحفظها للحقوق مهما كانت ضئيلة، وأحدهم قال: لو كنت مسؤولاً بإدارة الـتربية والتعليم التي صرفت الشيك لقدمت للصحيفة الشكر والتقدير، لأنها خدمت الإدارة.. وبصرحة - أنا- لم أتلق شكرا ولا حتى توضيحا عن الشيك.

وهناك من يدعي أن نزاهة تعليم الشمالية تجلت في تفاني موظفيها في كتابة الشيك وصياغة خطاب يشرح تفاصيله، وتحمل الإدارة تكاليف أكثر من قيمة الشيك لتثبت أن الأهم عندها إعطاء كل ذي حقٍ حقه.. وربما هؤلاء جادون في حسن الظن..!

البعض ـ وأغلبهم من منسوبي التعليم، وبالتحديد ذات الإدارة التي أصدرت الشيك ـ يقولون إن الشيك صرف لأنه 10 ريالات فقط، ولو كان أكثر لما صرف أو لتأخر أكثر من 7 أشهر، مستشهدين بأنهم ينتظرون مستحقات تكليفاتهم وانتداباتهم منذ 3 و4 سنوات، وبعض الأقسام تطالب بمخصصاتهم لتؤدي عملها ولم تنل شيئاً!

البعض عد "الشيك" فضيحة لمن أصدره، وستزداد الفضيحة سوءاً ومرارةً لو كان كاتب الشيك وخاتمه وموقعه ومرسله يدركون أن مدرسة الطالب تبعد عن أقرب فرع بنك 300 كيلومتر ذهاباً وإياباً، وأن ولي أمره سيصرف أكثر من قيمة الشيك لكي يحصل ابنه على مستحقاته من التعليم!

.. مؤلم أن تمارس تعذيبي بمنحي حقوقي، ومؤلم جداً أن ترى في ذلك دلالة حرص على حقوق الناس!

(بين قوسين)

في بلدان العالم تنتقى مدارس لتكون مراكز إيواء، لأن تصميم المدارس "هناك" واختيار أماكنها هو الأنسب والآمن لإيواء المتضررين.. وفي تبوك تضررت 50 مدرسة من الأمطار والسيول!

هل لدى وزارة التربية إدارة للتخطيط والهندسة؟