أن يتبنى عضوٌ في مجلس الشورى قضية ما، وأن يعمل عليها على كافة الأصعدة، داخل لجان المجلس وتحت قبته، وفي وسائل الإعلام المختلفة، التقليدية والجديدة منها، وأن تكون شغله الشاغل، وأن تتحول القضية إلى وسمٍ توتيريٍ شهير تحت عنوان: "# هلكوني" يشارك فيه الصغير قبل الكبير، حتى يحوّلها إلى قضية رأي عام للمجتمع؛ فذلك هو جوهر العمل البرلماني الحقيقي، وهو الدور المفترض من كافة أعضاء المجلس.

لقد عمل عضو الشورى الدكتور "موفق بن فواز الرويلي" بجهدٍ متواصلٍ على قضية حساسة، وهي انتشار الشهادات العليا من الجامعات الوهمية، خصوصًا إذا علمنا أن البعض من المشاهير أو غير المشاهير؛ استفاد منها في مساره الوظيفي، أو بالتدليس على زبائنه، سواء من يقدم الاستشارات أو برامج التدريب.

لكن الجميل في الأمر أن المجلس حالياً قاب قوسين أو أدنى نحو الموافقة على إصدار نظام محاربة الشهادات الوهمية. ودعوتي للدكتور "الرويلي" أن يواصل اهتمامه الشخصي والحثيث حتى يصدر النظام، بحيث تتطور مسؤولية لجان معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي، إلى أن يكون لها الحق في ملاحقة المخالفين، وإيقاع العقوبات المناسبة.

سؤالي الأهم: ماذا لو تبنى كل عضوٍ من الأعضاء المئة والخمسين في الشورى قضية واحدةً من قضايا المجتمع؟ فقط قضية واحدة خلال دورة واحدة للمجلس، واجتهد بالعمل والتركيز عليها، بحيث يُصدَر تشريع جديد أو يُحدّث تشريع قائم، فأي نتيجة سوف تظهر في نهاية أعمال دورة مجلس الشورى؟

الجواب فقط لدى الأعضاء الكرام، وخصوصاً الجدد منهم.