"جسد أسود، وأسنان مهشمة، وملامح متغيرة طغت عليها آثار التعذيب"، وصف مختصر ذكره مسؤول في مستشفى الملك فهد بجدة، لجثة الشاب مازن المساوي الذي قتل شنقا في العراق قبل نحو أسبوعين.

مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود أكد لـ"الوطن" أنه لم يتلق أي توجيهات من الجهات المختصة لعرض جثمان المتوفى مازن المساوي على مركز الطب الشرعي من أجل تشريح الجثمان، ولذلك سوف يتم تسليم الجثمان المتواجد حاليا في ثلاجة مستشفى الملك فهد إلى ذويه، بعد الانتهاء من جميع الإجراءات الرسمية للدفن.

من جانبها، التقت "الوطن" بأسرة مازن في منزلهم بجدة، الذي خيم عليه الحزن، وملأته أصوات البكاء، وخاصة بعد مشاهدتهم جثة هامدة تغيرت ملامحها، حيث قالت أم مازن، فايزة دخيل المساوي، إنه في أحد الأيام تلقينا مكالمة من العراق، حيث أبلغنا رجل لا نعرفه بأن مازن في العراق ثم أغلق الخط، فأخذنا نبحث عن مصدر الرقم ولم نتوصل إلى شيء.

وأكدت أنه بعد فترة من اعتقاله في العراق بدأ التواصل معنا عن طريق هواتف حراس السجن العراقيين في الخفاء، وأنه أبلغها عدة مرات وهو يبكي بما يتعرض له من تعذيب إلى جانب وجود عدد من السعوديين في السجون التي اعتقل فيها حيث اعتقل في المرة الأولى في ديسمبر عام 2005 بهوية عراقية، ثم أفرج عنه وعاش 3 سنوات في العراق، وقبل سنتين تم القبض عليه بتهمة تفجير مركز شرطة، ووجهت له تهمة الإرهاب وصدر حكم بإعدامه. وتضيف: خلال وجوده في السجون العراقية كان يتعرض هو ومن معه من السعوديين المعتقلين لأصناف من التعذيب حيث كان معه سعوديون معتقلون منهم عبد الله العزام، وناصر الدوسري، وبدر عوفان الشمري، وجميعهم وجهت لهم تهمة الإرهاب وحكم عليهم بالإعدام. وتستطرد الأم قائلة: كنا نتواصل مع المحامية التي كانت تطمئننا بأن مازن سوف يخرج من السجن ويعود إلى البلاد، ولكن الغريب أنها لم تكن تتواصل معنا دائما، ولا ترد على الهاتف، وإنما تتواصل عن طريق إرسال رسائل جوال، ولا تفضل الحديث في الهاتف. وتضيف أم مازن: بعد إعدام مازن اتصلنا بها وأخبرناها بأن هناك أخبارا تشير إلى إعدامه، لكن لم تكن تعلم بذلك حتى تم تأكيد الخبر من قبل السفير العراقي بالأردن. وأكدت الأم أن ابنها أخبرها في الاتصال الأخير بأنه أكره بالضرب والعنف من قبل المحققين على التوقيع على أوراق فارغة، إلى جانب ورقة أخرى عمد أحد العسكر إلى تغطية محتواها، وبعد ذلك أخبره المحقق بأن الورقة الأخيرة تحتوي على حكم بإعدامه.

من جهتها، أكدت شقيقة مازن، وتدعى هيفاء، أن شقيقها أبلغها في مكالمة هاتفية قبيل إعدامه بأنه كان يتعرض للضرب من المحققين حتى في إحدى المرات قال "ضربوني على وجهي وهشموا أسناني".

أما مشعل شقيق مازن فقال إن أخاه هو من قام بتربيته وتوجيهه في كافة أموره، "وكان شديد الحرص علينا أنا وأخواتي، يدافع عنا أمام الجميع ويحفظ لنا حقوقنا، يخاف على مستوانا التعليمي ويوجهنا من أجل إنهاء دراستنا، والحصول على الشهادات من أجل إكمال تعليمنا والحصول على وظائف نخدم بها وطننا ومجتمعنا". وأضاف والد مازن "محمد المساوي" أنه بعد وصول الجثمان أول من أمس وجد أنه يغطى بمادة خاصة للحفاظ على الجثة. وأضاف أنه تم الانتهاء من أوراق وتصاريح الدفن حيث ستتم الصلاة عليه في مكة المكرمة ودفنه هناك، علما بأنه طلب في وصية كتبها من قبل بدفنه في المدينة، لكن لضيق الوقت سوف يتم دفنه بمكة المكرمة.