ما بين الرغبة والواقع ثمة مسافة هي "الإرادة" وهي الكفيلة بتحويل الرغبة إلى شيء ملموس ومحسوس وواقعي.

وكلا طرفي ديربي اليوم الذي يجمع الهلال والنصر لديهما الرغبة في الفوز، والتقدم خطوة واسعة في سلم الترتيب، وإنعاش الآمال بالظفر باللقب بالنسبة للأول، واقتراب الثاني أكثر من بطاقة التأهل المباشرة إلى دوري الأبطال الآسيوي، لكن الفارق قد يكون في "الإرادة"، وهي هنا تتجلى بالكفاءة، وببذل الجهد اللازم لتحويل الرغبة فعلاً منتجاً ينتهي في المحصلة إلى الظفر بنتيجة مرضية.

النصر هذه المرة مختلف تماماً، ثمة حماسة ملحوظة، وتنظيم واضح، وثقة تجعل الفريق قادراً على العودة من التأخر.

والهلال تعثر في المحطة الأخيرة بتعادل مع الاتفاق، لكن تعادلاً مماثلاً للفتح المتصدر أمام الأهلي أنعش آماله من جديد، وأبقاه قريباً، وحفزه للظفر بنقاط اليوم التي ستقربه كثيراً وتزيد الضغط على فريق القمة.

في كلا الطرفين أوراق رابحة، وأخرى مقلقة.. واللافت أن مصدر التفاؤل قد يكون نقطة المقتل، وهذه مفارقة غريبة، إذ دعم كل فريق عمقه الدفاعي بلاعب أجنبي، فاستعان الهلال بأوزيا، والنصر بمحمد حسين، لكن الخشية من عدم انسجام الجديدين مع البقية ما قد يشكل قلقاً لا يستهان به.

المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، وكلمة السر في حسمها تكمن في اعتقادي بأن ينسى اللاعبون التاريخ والسوابق التي جمعت الفريقين، وأن يركزوا فقط على تسعين دقيقة داخل ميدان الملك فهد.