ـ بكل بساطة يُحكم على والد "لمى" الذي سُمي "داعية" بالإفراج عنه كما أوضحت جريدة الوطن قبل يوم أمس، والحكم بدفع دية تعويضا لروح أزهقت لتلك الطفلة الصغيرة ذات الخمس السنوات "لمى"! ويبدو أنه سيدفعها لنفسه كونه ولي أمرها! هل هذا بمثابة كرت أخضر لآباء قست قلوبهم وماتت ضمائرهم كي يمارسوا الجاهلية بالوأد لبناتهم ليعود في عصرنا من جديد؟ لا أعلم بصراحة؛ أن تُعذب طفلة حتى الموت وتبقى في الثلاجة أربعة أشهر دون دفن وكأن تلك الروح التي خلقها الرحمن في جسدها الغض وتم تعنيفه حرقا وضربا دون ذنب حتى كُسرت جمجمتها؛ كانت مجرد روح لجماد لا لإنسان.. وأتساءل: إن لم يُحكم عليه تعزيرا بالقصاص كبعض الأحكام التي صدرت ضد آباء عذبوا بناتهم حتى الموت كوالد "غصون" مثلا!
فلماذا لم يُحكم عليه بالجلد مئات الجلدات التي نسمع عنها في أصغر وأبسط التهم.. أو بالسجن لسنوات تعزيرا على أقل تقدير وتجريما لفعله الوحشي؟ هل فوق "رأسه ريشة" مثلا!
أم إن قتلها بقوة عين وطريقة وحشية أمر عادي جدا جدا.. ـ الأمطار دائما خير من السماء.. حتى وإن أغرقت السيارات وحاصرت الناس وأدت إلى كوارث وإلى وفيات ـ رحم الله جميع من ماتوا بسببها ـ إلا أنها تبقى خيرا من عند الله تعالى؛ لأنها باتت يدا فاضحة لما يدسه التراب من مشاريع الغش والتدليس والفساد! نحن نشاهدها منذ سنوات في جازان وما تؤدي له من نكبات وأمراض وغرقى حتى يومنا.. ثم شهدناها في سيول جدة.. وها نحن نشاهدها في غرق تبوك.. وغدا لا أعلم أين! وأتساءل: هؤلاء الفاسدون أين سيذهبون من الأمطار؟ لا عجب؛ فقلوبهم ماتت، ولهذا يمارسون الفساد بقوة عين! ـ
كانت "قفشة" جميلة من الزميل فواز عزيز بالأمس في جريدة الوطن؛ فبكل بساطة دون خجل ودون أي تحرج تصدر إدارة التربية والتعليم بالحدود الشمالية "رفحاء" شيكا بـ"عشرة ريالات" مكافأة لطالب؛ نعم "عشرة ريالات" "ريال ينطح ريال"؛ بل وأصدر بعد سبعة أشهر من استحقاقه! بصراحة المبلغ "جامد" جدا.. جدا ويحتاج إلى "تمحيص وتدقيق وتفحيط".. فهو سيخرج من ميزانيتها وقد تتأثر به! والله أعلم ربما تتعطل بسبب صرف "العشرة ريالات" الانتدابات التي تُصرف لموظفي الإدارة! وما أقول إلا "يا قوة العين"! ـ يقول الطبيب والشاعر الأميركي أوليفر هولمز "عقل المتعصب يشبه بؤبؤ العين؛ كلما زاد الضوء المسلط عليه زاد انكماشه"! أظن أننا كسرنا هذه القاعدة في عبارته؛ فكلما ازداد الضوء في عين هؤلاء زادت "قوة العين" والله المستعان!