تباينت الآراء فيما بين الشباب حول مواقع الزواج "الإليكترونية" التي أخذت في الظهور بشكل لافت للنظر، لدرجة أن أصبحت ظاهرة، خاصة بعد أن تجاوز أمرها حاجز "الشبكة العنكبوتية"، بل وامتدت إلى الفضائيات التي امتلأت شاشاتها بإعلانات عن توفير الزوج أو الزوجة في أسرع وقت وبأقل التكاليف، وهو ما دفع بأساتذة الاجتماع إلى وصف تلك الظاهرة بـ"الخطيرة"، خاصة أن هذه الفكرة لا تتناسب ومعتقدات مجتمعاتنا العربية.

واستطلعت "الوطن" آراء عدد من الشباب حيال هذه الظاهرة، انقسموا فيما بين مؤيد ومعارض لتلك الفكرة، فهناك من يرى أنها فكرة جيدة وتعد الوسيلة الأسهل للهروب من شبح "العنوسة"، فيما وصفها بعض آخر بأنها ما هي إلا مجرد "سوق نخاسة جديد"، لا يليق بعاداتنا كعرب، وبالتالي فهم يرفضونها تماماً.

من جهتها قالت أسماء عبدالرحمن، تبلغ من العمر 27 عاماً، تزوجت عبر"الإنترنت"، ولديها طفلة، إنها أُعجبت بالفكرة وكانت تتابع تلك الحالة الفريدة في منطقتنا العربية، مشيرة إلى أنها لم تجد ما يمنع من خوض تلك التجربة، فالتعارف يتم بأي طريقة بين الجنسين، سواء في الجامعة أو في النادي أو حتى في المواصلات، واعتبرت أن التعارف عن طريق"الإنترنت" شأنه شأن أي وسيلة أخرى للتعارف.

وعلى العكس من ذلك، أكد راضي إسماعيل، 34 عاما ويعمل موظفاً بإحدى شركات السياحة، أن زواجه عن طريق تلك التجربة لم يدم أكثر من ستة أشهر فقط، ليكتشف أن العالم الافتراضي" الإنترنت" شيء، والواقع شيء آخر، فما لبث أن اكتشف الاثنان معاً أنهما أخطآ حينما قررا الزواج.

الدكتورة هبة قطب الاستشارية النفسية واختصاصية العلاقات الجنسية، قالت إن الزواج عبر"الإنترنت" أو من خلال المراسلة عبر" الفضائيات"، أضر كثيراً بالعلاقة بين الرجل والمرأة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة جعلت الحياة الزوجية غير مستقر بل وأكثر اضطراباً.

وأضافت الدكتورة قطب، أن من أكثر العوامل التي أسهمت بشكل كبير في نشوء هذا الطريق للزواج، هو نوع من الاضطرابات السلوكية لدى الشباب والفتيات، وشيء من "التشويش" في أفكارهم وأذهانهم، بُني على أثره خوف وخجل في التعارف بين الجنسين والوصول إلى علاقة طبيعية وسليمة.

من جهته أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة الدكتور علي عبدالرحمن، أن كثيرا من الفتيات في مجتمعنا العربي خاصة في مصر، يملن إلى الشعور الدائم بعدم الأمان والخوف والقلق من تأخر الزواج، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى تدفع بعضا من الشباب والفتيات إلى الإقبال على هذا الطريق من الزواج، أولها عدم وضوح الرؤية بالنسبة للطرفين.