صاخبة أيام العامين الماضيين.. مليئة بالأحداث ومليئة بالمفارقات. كنا نجلس نسمع باهتمام من آبائنا وأجدادنا عن تجارب السنين وأزماتها. ولم نعرف أن جيلنا سيشهد كل هذا في سنتين. ولن يحتاج أبناؤنا أن يسمعونا، فكل الأحداث موثقه حتى آراء الناس. فـ"تويتر" و"فيس بوك" هما مكان تسجيل الموقف.. وهنا المشكلة.
سيدهش الباحثون خصوصا في تفاعل حركيي الخليج مع الربيع. يناير2011 انفلت الأمن في القاهرة فغردوا في "تويتر" إنها الحرية.. ونهاية طاغية.. استهزأوا بالاستقرار.. وقالوا إنه خدعة.. هاجموا الشرطة فهي أداة الظلم.. وضعوا صور الشهداء.. وكتبوا: أي ظلم أن يقتل شباب ينادون بالحرية! صنفوا من كان يدعو للعقل كعبد سلطة. وقالوا لا بأس بالفوضي إذا جلبت الحرية.. كل هذا ليس من حواري السويس أو أزقة القاهرة بل من ظلال البيوت في الخليج. ألفوا الكتب ومنهجوا فقه الثورة.. وشنعوا على دولهم لأنها تحاول حفظ أمنها.. وفجأه انقلب الحال هذه الأيام في أحداث مصر.. فأصبح المتظاهرون بلطجية.. والاستقرار له أهمية.. ويدعون لتسليح الداخلية.. ذهبت بكائيات الشهداء لتحل ممارسات السلطة.
تخيلوا أن ما حدث في مصر هذه الأيام حدث في دولة خليجية.. لانفجر "تويتر" بعنوان...(..) تنتفض.. صنفوا علماءنا علماء سلاطين عندما حذروا من الفوضى، وقام إمامهم فهز المنبر يدعو الشعوب للثورات من آلاف الكيلومترات، ثم صمت المنبر بعد عامين، ليتهم المتظاهرون بالمؤامرات.. ولو أنه فتح كتاب مستشاره الخليجي صاحب كتاب أسئلة الثورة لوجد الاستهزاء بمن ينسب الثورات إلى مؤامرات! من نصدق الإمام أم المفكر..؟ أم تغريداتهم 2011 أو 2013..؟!
عامان فقط.. تغير الفكر والحماس. وأصبح الثورجية: سلطجية.. ولا بأس أن يغير السياسي رأيه؛ فتلك السياسة. أما المفكر المتحمس فهذه حالة حركية فريدة.. ويسأل الجاهل ليفهم: هل تحول حركيو الخليج إلى فلول.. أم حساباتهم في "تويتر" مخترقة؟