لم يأت "تويتر" حتى اليوم بأجمل وأصدق وأقوى من وسم أو هاشتاق "هلكوني"؛ لأنه ببساطة كشف عن حالة "غفلة" يعيشها بعض حملة الشهادات العليا، بعد أن تأكدوا أن الجامعات التي حصلوا منها على الدرجة الأكاديمية، جامعات وهمية وغير معترف بها.
قد نجد لهؤلاء العذر، فقبل أن يكونوا ضحايا تجارة عالمية تقوم على إغراء الناس بالدرجة الأكاديمية وحرف الدال مقابل الكثير من المال والقليل من العلم، هم في نهاية الأمر طلاب علم، حرصوا على إكمال دراستهم، وقد لا يعرفون أصلا أن جامعتهم وهمية.
الأجمل في كل هذه القضية أن من خرجت أسماؤهم ضمن قائمة مشتري الشهادات الوهمية، لم يحاولوا الدفاع عن أنفسهم أو شهاداتهم، تقبلوا الموضوع بأريحية، رغم ما سببه لهم من جرح غائر، فقد اكتشفوا أنهم إما: غشاشون أو مغفلون، ولعل الأخيرة ستكون أقل وطأة، أما حرف الدال فقد طار به "هلكوني".
ما يميز هذا الهاشتاق، وله الحق أن نسميه شيخ الـ"هاشتاقات"، أنه أحدث الفعل وردة الفعل، فقد نشر أسماء حاملي الدكتوارة المزيفة، وعلى الفور أعلن بعضهم عن التخلي عن الشهادة، ومنهم الشيخ خالد الخليوي، الذي خرج في محاضرة مسجلة على "يوتيوب"، ومزق شهاداته كلها وأعلن براءته منها في موقف حضاري نبيل.
"هلكوني" وصل إلى مجلس الشورى، وأصبحت الشهادات الوهمية قيد نظر المجلس، ومن ضمن مهامه الرئيسة خلال الفترة المنصرمة، وتبين أن من بين أعضاء المجلس "الدكاترة" من يقف دون مشروع عضو المجلس الدكتور موفق الرويلي، للتصدي للشهادات المزورة في البلد.
أطلقت آلاف الـ"هاشتاقات" التي تناقش قضايا المجتمع في "تويتر"، وكلها عبرت ولم تحدث وقعا كما فعل "هلكوني"، ويبدو أنه أصبح مستحقا للتكريم، وأقل ما نفعل له أن نصوبه لغويا ليكون "هلكهم" بدلا من "هلكوني".