وضع وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور رياض نجم، تأثير وسائل الإعلام الأجنبية على المجتمع السعودي، محورًا على طاولة الملتقى السعودي الثاني للبث الإذاعي الذي عقد بالرياض أمس، مقرًا بعدم وجود وسائل نظامية وقانونية لمواجهة وسائل الإعلام الأجنبية، في حين كشف عن وجود رغبة في إعادة هيكلة قطاع الإعلام في المملكة.
وأضاف نجم أن السوق الإعلاني في المملكة بحاجة إلى تنظيم، مبيناً أنه يعاني من التشتت، ويتحكم به عدد من الوسطاء، مشيراً في ذات الوقت إلى أن نسبة مستوى الإعلان في المملكة تعتبر أقل من المستوى العالمي.
من جهته دعا نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر إلى ضرورة التعاون بين أعضاء المهنة الإعلامية، وترجمة ذلك التعاون تطبيقاً وعملاً بعيداً عن التنظير في وقت لا يعرف إلا لغة الاحتراف.
كما أكد الجاسر خلال تدشينه الملتقى السعودي الثاني للبث الإذاعي الذي عقد أمس في الرياض، بحضور عدد من المسؤولين العرب والغربيين، ومشاركة عدد من الإعلاميين في قطاع البث التلفزيوني، على أهمية تبادل الخبرات الفنية بين القطاعين العام والخاص العاملين في الإذاعة والتلفزيون.
ولفت الدكتور الجاسر إلى أن الماضي كان يشهد تباينا بين القنوات التلفزيونية في الشرق والغرب، مؤكداً أن العصر الحالي شهد تفوقا كبيراً للقنوات العربية إلى أن أصبحت محط أنظار المسؤولين الغربيين للظهور على شاشاتها.
وأكد الجاسر أن الملتقى السعودي الثاني للبث الإعلامي - الذي من المنتظر أن يلقي مدير عام مؤسسة عسير للصحافة والنشر حاتم مؤمنة خلال فعالياته اليوم ورقة عمل عن البث الإذاعي - يصهر مدناً إعلامية محترفة في مكان واحد، معلناً عن أن وزارة الثقافة والإعلام واعتبارا من الملتقى الثالث من السنة المقبلة ستكون شريكا أساسيا في الملتقى.
كما استعرض الدكتور رياض نجم في ورقته التي قدمها تحت عنوان "تغير المشهد على الساحة الإعلامية في المملكة"، بعرض مرئي، تطور الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في المملكة وإعادة هيكلة قطاع الإعلام في المملكة.
وتناول نجم الوضع الراهن لقطاع الإعلام السعودي، مشيرا إلى الإعلام السعودي الخاص المهاجر، والإنتاج المحلي للمحتوى الإعلامي وتأثير الإعلام الخارجي.
كما تطرق وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية إلى الهدف من هيكلة قطاعات الوزارة من رفع الكفاءة وتوطين الوظائف وتشجيع الإنتاج المحلي وصناعة إعلام مؤثر وتوسيع السوق الإعلانية، مستعرضا خطوات إعادة هيكلة التلفزيون السعودي والإذاعة ووكالة الأنباء السعودية، ملقيا الضوء على لوائح الهيئات بالإضافة إلى لائحة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع.
وأشار الدكتور نجم إلى المرحلة الانتقالية التي يمر بها قطاع الإعلام السعودي، إذ عرض ما قامت به الوزارة خلال السنوات الثلاث الماضية من تسريع في عملية الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما ومواكبة للإعلام المتجدد.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لمجموعة (سي إن بي سي) عربية، محمد برهان، إن المؤتمر يأتي في مرحلة جيدة ومرحلة غنية في الإعلام العربي تتجلى باتجاهين الأول يتمثل في الربيع الذي أطل على أقطار عديدة من العالم العربي الذي حرك الركود السياسي والصحفي الذي عاشته الدول العربية لعقود طويلة، أما الاتجاه الآخر فهو مواكبة حركة تطور الإعلام الرقمي وإفرازاته الجديدة وعلى رأسها وسائط الإعلام الجديدة مثل "فيس بوك وتويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد برهان على أهمية الاستفادة من وسائل الإعلام الجديد لزيادة الإعلانات أو العائد الإعلاني، مشيراً إلى أن ذلك يتم من خلال دمج وسائط الإعلام الجديدة بالمؤسسات التقليدية، إذ لابد لكل محطة تلفزيونية أو صحيفة أو إذاعة، أن يكون لها جناح إعلامي مرتبط بوسائط الإعلام الجديد، من مواقع أو صفحات على مواقع اجتماعية كبيرة مثل "فيس بوك" و"تويتر"، وأن يكون الاهتمام بها بنفس حجم الاهتمام بالمؤسسة الإعلامية التقليدية، بإيجاد فريق خاص لتطويرها ومتابعتها.
وذكر برهان أن حجم مشاهدة الناس لـ"يوتيوب" يومياً يعادل 500 سنة، أي أن الفترة التي يقضيها الناس يومياً على اليوتيوب تعادل الـ500 سنة، في حين يتم تحميل 60 ساعة كل دقيقة على الإنترنت، مشيراً إلى أن عدد مشتركي "الفيس بوك" يقرب من عدد سكان الصين، أي ما يقارب المليار، الأمر الذي ألقى بظلاله على واقع الإعلام الحديث وعلى أهمية الاستفادة من هذه الوسائل الإعلامية الجديدة للوصول إلى الجماهير والمتلقين.