لا يقتني النحات كامل عبد الله نوح من أعماله إلا القليل، فأغلبها يذهب هدايا، "نوح" الذي استطاع تطويع الصخر وتحويله إلى قطع ثمينة تهدى؛ قال في حديث إلى "الوطن" إنه لا يستحي من الحجر والصخر مطلقا طالما أنهما قابلان لتنفيذ وتصميم أي عمل وشكل يريده.
وذكر نوح أن علاقته مع النحت بدأت منذ 19 عاما كهواية لهذا الفن، مشيرا إلى أن ما يقوم به من نحت على الصخور لا يعد نحتا بل نفرا حيث إن هناك فرقا بين النحت والنفر، مشيرا إلى النفر يعني بروز الشيء على الصخر بينما النحت يعني حفر الشيء فقط.
وبين نوح الذي يعمل الآن على تصميم شعار لجامعة حائل على الصخر حتى يقدم دروعا وهدايا من قبل الجامعة أن السيدات هن أكثر إقبالا من الرجال على متابعة أعماله فالإعجاب الذي يسمعه منهن يعطيه دفعة قوية في إتقان العمل، وأضاف أن أي عمل يقوم بتنفيذه تقدر قيمته المالية من 2000 إلى 3000 ريال.
وأشار إلى أن أي حجر قد يلفت نظره يحصل عليه ومن ثم يصمم وينفذ عليه ما يريد مضيفا أنه يحصل على الحجر من بطون الأودية والأحياء المجاورة له أو العمائر التي تكون تحت الإنشاء وقال إنه يملك حجارة لم ينحت عليها أي شيء فشكلها الطبيعي أجمل من أن ينحت عليها أي شيء.
وبين أن النفر على الصخر والحجر يزاوله بالشاكوش والإزميل مبينا أن النحت على الصخر علمه الصبر، مشيرا إلى أن هناك أحجارا وصخورا بمجرد النظر إليها يعلم أنها تصلح لأن تكون مناسبة للعمل عليها، مشيرا إلى أنه ليس هناك وقت محدد للانتهاء من عمل النفر على الصخرة فقد يأخذ العمل مني من ساعة إلى ساعات أو أيام حسب نوعية النفر فمن صور إلى كتابة آيات ونحو ذلك إلى مناظر طبيعية وهكذا.
وعن طريقة النفر على الصخر أو الحجر بين أنه يتطلب منه طرقا معينة أولها أنه يقوم بشف الشكل المطلوب على ورق الشفاف حتى يصل بالشف للشكل الأصلي سواء أكان آية قرآنية أو صورة أو أي شيء آخر ومن ثم يقوم بتنعيم ومسح الصخر وبالتالي يرسم على الصخر ما قام بشفه على الشفاف بقلم الرصاص وهكذا إلى أن يتم رسم الشكل المناسب على الصخرة وبعد أن يتم الانتهاء من الرسم يقوم بتثبيت وتحديد الشكل على الصخر بالإزميل الذي يكون كرأس الإبرة حتى لا يضيع جهدي بالرسم.
وبين أن اللون الذي يُشاهد على الشكل الذي صمم على الصخر والحجر والذي يتداخل بين اللون الأسود والبني عبارة عن "ماء وسكر" فبعد النفر على الصخر وتثبيت الشكل المطلوب يقوم بوضع "ماء وسكر" لأنه قد يصادف أماكن هشة في الصخر فيعمل الماء والسكر على تثبيتها وهذا يكسب الصخر والحجر قساوة أيضا مضيفا بأنه يستخدم قلم الرصاص في اللون فيمتزج لون السكر والماء والرصاص بعد تعريضه للحرق بالولاعة أو النار لدقائق حتى يكتسب اللون الذي يريده.
وبين أن أفضل الأوقات لديه للعمل على تلك الصخور الساعات المتأخرة من الليل أو بعد صلاة الفجر حيث إن الهدوء وكثرة الأوكسجين وخاصة بعد صلاة الفجر تجعل أي قطعة أو منحوتة على الصخر تحفة فنية جميلة وبين أن أصعب شعار واجهه في الرسم والنفر على الصخر هو شعار الهيئة العامة للسياحة والآثار حيث قام برسمه وأهداه للأمير سلطان بن سلمان وطلب الأمير أن يصمم لها هذا الشعار حتى يسلم كهدايا للسفارات والدول وقام بعمله وتنفيذه ولكن لم يجد ذلك المشروع النجاح حيث تم التشكيك في أعماله التي ينفذها بيده بأنه قد يستخدم الليزر ونحو ذلك.