أداء مشرّف لمنتخب المغرب أمام جنوب أفريقيا.

خروج مشرّف للمغرب بعد التعادل مع المضيف.

المغرب تودع الأمم الأفريقية بشرف وأداء قوي.

هذه هي أبرز التعليقات على احتلال منتخب المغرب للمركز الثالث في مجموعته، خلف منتخبي جنوب أفريقيا والرأس الأخضر، وخروجه من الدور الأول للبطولة.. ولا ننسى أن المغربيين لم يحققوا أي فوز في مبارياتهم الثلاث، التي أسفرت عن ثلاثة تعادلات.

كفانا حديثا عن الأداء المشرّف، وعن الخروج المشرّف.. شبعنا كلاما وتدليلا وتسكينا بتلك العبارات العاطفية، التي تخاطب القلوب قبل العقول.

المنتخب المغربي تراجع في الترتيب في مجموعته خلف الرأس الأخضر الذي لم يمارس كرة القدم عمليا، عندما كان أسود الأطلسي (لقب منتخب المغرب) يمثلون أفريقيا في نهائيات كأس العالم عام 1970 في المكسيك.. وأحرز أسود الأطلسي كأس الأمم الأفريقية عام 1976 في إثيوبيا قبل تأسيس اتحاد الكرة في الرأس الأخضر في 1982.

النتائج والأرقام تقول، إن المنتخب المغربي ودع الأمم الأفريقية من دورها الأول في كل مشاركاته الأربع الأخيرة منذ 2006 بلا أدنى نجاح في تجاوزه، ولم يتمكن أسود الأطلسي أيضا من التأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ عام 1998.. ولا ننسى أن شباب المغرب خسروا المباراة النهائية لبطولة أفريقيا على ملعبهم في مراكش أمام الجابون قبل 14 شهرا.

الكرة المغربية في أزمة طاحنة.. والأمر يمثل امتدادا مؤسفا لتردي كرة القدم في أغلب البلاد العربية؛ بسبب تدخل غير المتخصصين في أعمالها.. والأدهى بسبب الانفجار الإعلامي السرطاني، الذي حول المدربين واللاعبين (لا سيما النجوم والدوليين) إلى ممثلين على الشاشات والصفحات لأوقات أطول جدا مما يمنحونه لعملهم في الملاعب والصالات.

لا تكرروا كثيرا عبارات الأداء المشرّف، والخروج المشرّف المنتجة فقط للاستهلاك المحلي.. والتاريخ لا يذكر إلا النتائج والألقاب والأبطال.