تواجه العديد من الأسر إنهاكاً في ميزانياتها المالية، بسبب تعاقب المناسبات، التي بدأت هذا العام بدخول فصل الصيف، وتلته الإجازات، وما تتضمنه من مناسبات أهمها احتفالات الزواجات، ثم شهر رمضان المبارك، إضافة إلى العام الدراسي الذي بدأ قبل أسبوعين، مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، مما حدا ببعض الأسر إلى إعلان حالة الطوارئ مالياً خلال هذه الفترة.

ومن جهته يرى المواطن عبدالله المنصوري من سكان مدينة الدمام أن عائلات كثيرة اتخذت احتياطاتها مبكراً، فيما وجدت عائلات أخرى نفسها في ضائقة مالية، فما وفرته خلال أشهر لا يكفي لسد احتياجاتها خلال أيام، حيث أثرت المناسبات المتعاقبة سلباً على مدخرات تلك الأسر، بعد أن تجاوزت المصروفات حاجز المدخرات فعجزت عن مواجهة مثل هذه الظروف.

أما المواطن خالد فيصل فقد أكد أن أصحاب المحال التجارية اتخذوا احتياطاتهم من خلال توفير البضائع التي تحظى بطلب متزايد في هذا الوقت من العام، وبدؤوا في استغلال إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم برفع الأسعار، واحتكار السلع التي تحظى بالإقبال المتزايد.

وأكد الباحث الاقتصادي الدكتور بسام بودي لـ"الوطن"، أن المشكلة الرئيسية تكمن لدى الطبقة المتوسطة والمحدودة الدخل، حيث ترتبط بعدة عناصر منها تأثير الثقافة الاجتماعية، وتجنح إلى تقليد الآخرين في مصروفاتهم، حيث يرغب المنتمون إليها في مجاراة الأقارب والجيران رغم الفوارق المالية بينهم.

وبين بودي أن بعض الأسر تفتقر إلى التخطيط المالي الجيد، وليس لديها أولويات، مما يضطر البعض منهم إلى الاستدانة، والحصول على قروض بنكية لتلبية مصاريف استهلاكية نتيجة لغياب التخطيط المالي.

وشدد على أهمية التوعية بكيفية إدارة الدخل بطرق صحيحة، وليس فقط الصرف على المناسبات بمبالغ كبيرة لمسايرة الآخرين في الملبوسات كنوع من المباهاة دون الالتفات إلى الواقع وحجم الميزانية المتاحة، وذلك كله يوقع الأسر في أزمات مالية.

وأشار الدكتور بودي إلى أن هذا العام لدى الأسر مصروفات أكبر من السابق، لارتفاع الأسعار، مما يؤثر على مصروفات الأسر السعودية.