حملت الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" مسؤولية حادثة "قطار الفوسفات" التي نشرتها "الوطن" في عددها السبت الماضي، لقطار المقاول الصيني الذي قالت إنه قام باتخاذ إجراء تشغيلي خاطئ ولم يأخذ تصريحا بخلو السكة من قطار الشركة المكون من قاطرتين و104 عربات.

وقللت "سار" في تصريح لرئيسها التنفيذي رميح الرميح لـ"الوطن" من حجم الخسائر التي خلفتها تلك الحادثة التي قالت إنها وقعت في أغسطس 2011.

وأكدت "سار" على لسان الرميح أنها سعت لتكثيف جهودها نظير التزامها مع شركة معادن للبدء في مرحلة التشغيل الأولى خلال مايو من العام الماضي، ولكن مقاول التشغيل الهندي لم يبد التعاون المطلوب، وهو ما جعل الشركة تنهي التعاقد معه، وتتعاقد مع شركة باركلي مولم الأسترالية "أحد مقاولي المشروع" لتقديم المساعدة في عملية التشغيل ما نتج عنه وفر مالي كبير، فيما أشارت إلى أن كامل أعمال السكة للشبكة لا تزال تحت مسؤولية المقاولين، ولم يتم استلامها بشـكل نهائي مـن قبل الـشركة حـتى الآن.




في أول رد فعل لها على ما نشرته "الوطن" السبت المنصرم حول قضية قطار الفوسفات، أكدت الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" أن الحادثة وقعت في أغسطس عام 2011، لافتة إلى أن تلك الفترة واكبت التشغيل التجريبي الأولي للقطار، حيث كانت الشركة تعمل مع شركة "معادن" على إنجاز هذا الخط وتشغيله، وأنه تم تسيير أول رحلة في مايو من العام نفسه، بعد التأكد من سلامة السكة واستيفائها لمواصفات التشغيل.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة رميح الرميح في تصريح لـ " الوطن"، إن حادثة قطار الفوسفات التي تم خلالها تداخل قطار المقاول في نفس المسار، كان بسب إجراء تشغيلي خاطئ من قطار المقاول الصيني، ولم يتضمن أخذ تصريح بخلو السكة من قطار الشركة المكون من قاطرتين و104 عربات، لافتا إلى أن قطار المقاول الصيني يسير بسرعة أكبر؛ حيث كان يقوم بالدفع لعدد بسيط من العربات، ولم يتمكن قائده من مشاهدة قطار الشركة، لوجوده في قاطرة الدفع في مؤخرة القطار. وأكدت أنه لا علاقة لجنوح القطار بسوء البنية التحتية للسكة.

وأشار الرميح إلى أن الخسائر من معدن "الفوسفات" لم تكن ضخمة. وقال "انحصرت الأضرار في تأثر عربتين فقط كانتا في مؤخرة قطار "سار"، لزم فصلهما عن القطار، ومن ثم أكمل القطار رحلته باتجاه رأس الخير دون تأخير ودون أي تأثير على السكة، وتم توثيق الواقعة وتحميل المقاول الصيني مسؤولية ما نجم من خسائر".

وأكد الرميح أن الإجراءات التشغيلية بالشركة تؤكد على حتمية حمل أي قائد لرخصة قيادة خاصة بقطارات النقل الثقيل، كما أن الشركة متعاقدة مع شركة أميركية متخصصة في إصدار مثل هذه الرخص والاعتمادات، مشيرا إلى كفاءة قائدي القطارات، وأنهم على قدر كافٍ من التأهيل.

وبينت "سار" أن هناك التزاما منها مع شركة "معادن"، للبدء في مرحلة التشغيل الأولى خلال مايو 2011، دفع الشركة لتكثيف جهودها نحو تحقيق ذلك، ولكن مقاول التشغيل الهندي لم يبد التعاون المطلوب مما جعل الشركة تنهي التعاقد معه، وتقوم بالتعاقد مع شركة باركلي مولم الأسترالية "أحد مقاولي المشروع"، لتقديم المساعدة في عملية التشغيل مما نتج عنه وفر مالي كبير، مؤكدة أن هذا الإجراء لم يحمل الشركة مبالغ طائلة.

وشددت الشركة على أن قطار التعدين تم تشغيله لأكثر من عام بكفاءة جيدة حيث تجاوزت الكميات المنقولة حتى الآن مليونا ونصف المليون طن من معدن الفوسفات، وهو ما يعني أن كميات الردم للسكة لم تكن سببا في انحراف القطار عن المسار المعتمد له، مؤكدة أن كامل أعمال السكة للشبكة لا تزال تحت مسؤولية المقاولين، ولم يتم استلامها بشكل نهائي من قبل الشركة حتى الآن.

وأشارت الشركة إلى أن قضية تآكل عجلات القطار وانخفاض العمر الافتراضي للبنية التحتية للشبكة "أمر متوقع" لصعوبة الأجواء التي يمر بها القطار بما يشمل الحرارة العالية والمناخ الجاف، إضافة الى مشكلة تراكم الرمال التي تقوم الشركة حاليا بالتعاون مع مقاوليها ومستشاريها بمجموعة من الإجراءات لمقاومتها، للحد من سرعة تآكل العجلات، لافتة إلى أن بعد القضبان الممددة على السكة عن المواصفات المعتمدة ليس سببا رئيسا في المشكلة.

وأكدت الشركة أنه لم يردها حتى الآن أي استفسار أو طلب معلومة من هيئة مكافحة الفساد حول الموضوع، مؤكدة استعدادها الكامل للتعاون مع كافة الجهات الرقابية، وأنها نأت بنفسها أن تكون مسؤولة عن إهدار المال العام.

وأضافت "سار" في ردها على عدم تجاوز سعودة الوظائف الفنية حاجز الـ20%، لكون صناعة بهذا الحجم حديثة على مستوى المملكة، وأن الشركة منذ إنشائها سعت إلى استقطاب مجموعة من المهندسين، وقامت بالاستثمار في تدريبهم وتأهيلهم على هذه الصناعة في أرقى الجهات التدريبية على مستوى العالم. كما أبرمت اتفاق تعاون استراتيجي مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لإنشاء معهد عالٍ متخصص في صناعة الخطوط الحديدية، سيستقطب لتشغيله أحد أكبر المعاهد في العالم في مجال الخطوط الحديدية، إضافة إلى أن نسبة السعودة في الشركة تجاوزت حاليا 60%. وحول الكميات المهدرة من الفوسفات، قالت "سار" إن شركة "معادن" تمتلك منشآت ومرافق التحميل في حزم الجلاميد ومرافق التفريغ في مدينة رأس الخير التعدينية، وهي التي تديرها جميعا ولديها بيانات وأرقام دقيقة عما تقوم به هي بتحميله واستلامه، لافتة إلى أن عملية التفريغ لعدد محدود جدا من العربات كانت أثناء دخول القطار عبر مسار فرعي ووجود كميات من الرمال تغطي المسار، تسببت في خروج عربتين عن مسارهما مما تطلب تفريغ شحنتيهما، وذلك لإعادتهما إلى مسارهما الصحيح مرة أخرى.