هناك هامش حرية إعلامية بدأ يتسع شيئا فشيئا في البلد.. قلت: بدأ يتسع.. لكن يبدو أن هناك من لا يعجبه حصول مثل ذلك، وبالتالي يريد أن تبدو صورة البلد حالكة السواد، شديدة القتامة، حتى يستطيع تحقيق طموحاته، وتنفيذ مخططاته، خِلسةً في الظلام!
نعم هذا هو الواقع، وسجلوها على مسؤوليتي: هناك من أبناء البلد من لا يسعده وجود أي تحوّل إيجابي في البلد..
ما المبرر لما سبق؟ هناك اليوم ما يقرب من خمسة برامج تلفزيونية في أربع قنوات مختلفة، تقدم مادة إعلامية فعالة خاصة بالداخل السعودي.. ولها إسهامات واضحة في دفع مسيرة الإصلاح التي تشهدها بلادنا.. سأتحدث اليوم عن اثنين من تلك البرامج، وهما برنامج "الثامنة" الذي يقدمه الزميل القدير "داود الشريان"، وبرنامج "يا هلا" الذي يقدمه الزميل العزيز "علي العلياني"..
تتلبس نظرية المؤامرة كثيراً من الناس بشكل مَرَضي، وبالتالي يصدقون غالب ما يروّج في الساحة من أخبار مسيئة.. من المقولات التي تروج منذ سنة أن برنامج "الثامنة" هدفه التنفيس عن الناس وإزالة الاحتقان من البلد.. وقبل يومين انطلقت إشاعة نوعية أخرى.. مفادها أن الزميلين الشريان والعلياني هما موظفان برتب ورواتب للتنفيس عن الناس.. نحن أمام سؤالين مهمين للغاية هنا: لماذا تم إطلاق الإشاعة؟ وما غايتها، ومن الذي روّج لها؟
الذي أطلق الإشاعة هو الذي تحدثت عنه في السطر الأول، ذلك الذي يسيئه تماما وجود هامش للحرية مهما كان حجمه أو اتساعه.. ذلك الذي يزعجه أن يتنفس الناس هواءً نقياً.. ذلك الذي يريد للبلد أن يختنق؛ حتى يجد فرصة لتنفيذ "ما يدور في رأسه"!
انتهت المساحة، غداً سنكمل بإذن الله.