رغم تأكيدات مسؤولي وزارة التربية والتعليم بانطلاقة العام الدراسي الحالي بكل جدية وبكامل الجاهزية والاستعدادات، إلا أن الواقع الحالي للميدان التربوي يؤكد قدرة "التربية" على إيصال مناهج التربية "الفنية والبدنية" لجميع الطلاب، بينما عجزت عن تأمين المعلمين المتخصصين في هذه المناهج إلى مدارس عديدة.

وبحسب رصد لـ"الوطن"، فإن عجز معلمي التربية الرياضية والفنية بشكل خاص أصبح ظاهرة معروفة لدى المدارس، إذ لجأت إدارات المدارس، وخاصة بالمرحلة الابتدائية لإسناد تدريس تلك المادتين لمعلمي المواد الأخرى.

وأكدت مصادر بوكالة الشؤون المدرسية بوزارة التربية والتعليم لـ"الوطن"، أن المشكلة التي تواجه "التربية" منذ سنوات بخصوص عدم تأمين احتياج المدارس من معلمي "التربية الرياضية والفنية" يرجع إلى ندرة خريجي ذلك التخصصين على حد سواء من الجامعات والكليات في المملكة، وأن"التربية" تطلب احتياجها من وزارة الخدمة المدنية سنوياً غير أن هناك عجزاً في توفر المتقدمين للوظائف التعليمية منهم.

وقالت المصادر، إن ذلك أثر سلباً خلال الأعوام الماضية على حركتي النقل الخارجية والداخلية لمعلمي ذلك التخصصيين، حيث تعجز آلية وإجراءات الحركة عن تلبية رغابتهم بالنقل لعدم القدرة على تسديد شواغرهم، مما تسبب في بقائهم سنوات طويلة دون نقل خارجي بشكل خاص.

إلى ذلك، حمل عميد كلية المعلمين بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور علي بن عبدالله العفنان، وزارة التربية والتعليم مسؤولية عدم وفرة الخريجين في تخصصي "الفنية والرياضية"، مؤكداً في حديثه لـ"الوطن" أمس، أن "التربية" هي من وجهت كليات المعلمين في المملكة - حينما كانت تحت مظلتها عام 1421 - بإيقاف القبول في التخصصين على مراحل سنوياً بحجة الاكتفاء، واستمر القرار حتى الوقت الحالي عندما انتقلت كليات المعلمين لوزارة التعليم العالي. وأضاف العفنان، أن سلبيات القرار برز كمشكلة في عام 1431، محذراً من تفاقم تلك المشكلة مع تخصصات أخرى إذا لم يعد لكليات المعلمين صبغتها الرئيسة، وهي الاعتناء بإعداد معلمي المرحلة الابتدائية فقط. وأكد العفنان، قدرة كلية المعلمين بالرياض للوقوف بجوار "التربية" وسد عجزها، مشيراً إلى أنه تم إنشاء مركز حديث متخصص في التدريب التربوي وتطوير التعليم بمقر الكلية يستهدف إعادة تأهيل المعلمين الحاليين والخريجين. وقال: إنه يمكن إلحاق خريجي التخصصات التي لم يجدوا فرصهم في الوظائف في دبلومات وبرامج داخل المركز، لتأهيلهم للعمل كمعلمين في تخصصي "التربية الفنية والرياضية"، مما يحقق سداً لعجز التربية في التخصصين وتوظيف الخريجين الذين لم يجدوا فرصهم بالوظائف.