لا أدري بأي لغة نخاطب الإخوة المسؤولين، بوزارتي التربية والتعليم والخدمة المدنية، حتى نضمن أنهم يسمعون ويفهمون ما نقول.
خاطبناهم بلغة الكُتّاب والمثقفين، أنا وعشرات الكُتّاب غيري، في هذه الصحيفة وغيرها، ولكنّهم جامدون لا يتحرّكون، أذن من طين وأخرى من عجين، فهل نخاطبهم بلغة القبائل ونرمي العقال عليهم، ونقول: "تكفون، طالبينكم طلبة".
مشكلة خريجات الكليات المتوسطة، اللواتي لم يتم تعيينهن منذ ما يقارب العشرين عاما، لا من وزارة التربية ولا من وزارة الخدمة، إنها لم تعد مشكلة خاصة، تخص مجموعة قليلة من المواطنات السعوديات، بل هي قضية رأي عام، فهل يعرف المسؤولون في الوزارتين ما معنى قضية رأي عام، أم هم بحاجة إلى شرح معناها؟
آخر الوعود غير الصادقة، وآخر تطورات الموضوع القضية، أن وزارة الخدمة المدنية استيقظت من نومها الكهفي الذي دام عشرين عاماً، فغسلت وجهها وفتحت عينيها، ثم أخرجت ملف خريجات الكليات المتوسطة من الأدراج، وقالت بعد تفكير عميق، سيتم تعيينهن على المرتبة الخامسة، ولكن بعد دراسة الموضوع..! فيا لهذا الموضوع الذي لم تنته دراسته منذ 20 سنة، وكأنه ملف "نووي".
الناس يا سادة ينتظرون، وفتياتنا معلّقة أحلامهن بهذا الملف العجيب الذي عجزت وزارتان في دراسته وفكّ سحره... أخواتنا، أيها المسؤولون في الوزارتين، لا يشحذن منكم شيئاً، بل يطالبنكم بحقهن، بأن يحصلن على حياة كريمة، بشهاداتهن لا بعطايا أيديكم.
عشرون عاما من المماطلة والوعود غير الصادقة، وعشرون عاما والموضوع قيد الدراسة، وعشرون عاما والموضوع يُدرس في اللجان، وكل العشرين عاما الماضية، لم تكن إلاّ سراباً يحسبه الظمآن ماء.
السؤال للوزارتين:
هل ينتظرن خريجات الكليات المتوسطة20 عاماً أخرى؟ وبالله عليكم، كم في العمر 20 عاما!