ليس غريبا وأنت تتجول بين محلات الجزارة أن يلفت انتباهك رأس غزال معلق على باب المحل والدماء تقطر منه، وليس غريبا أن يسألك أحدهم في هذه المحلات هل تذوقت لحم الغزال؟، فلحم الغزال هو العملة النادرة التي تستهوي نخبة معينة من الزبائن نظراً لطيب طعمه.
وبالرغم من التحذيرات التي تطلقها هيئة الحياة الفطرية من صيد الغزلان وقتلها في المحميات إلا أن هناك بعض المجازر تجعل من لحم الغزلان ديكورا للمحلات ووسيلة لجذب الزبائن إليها دون أن تكشف لزبائنها من أين جيء بهذه الغزلان.
وفي حوار أجرته "الوطن" مع بعض الزبائن الذين يحرصون على شراء هذه الأنواع من اللحوم، قالت فاطمة علي: "اللحوم الجيدة هي التي أبحث عنها دوما وخاصة لحم الغنم الحري والطازج في الذبح".
وتضيف: "عادة ما أفضل أن أشرف بنفسي على عملية اختيار اللحم الجيد في محلات الجزارة"، مشيرة إلى أنه أحيانا يتم الإعلان في بعض محلات الجزارة عن بيعهم للحم الغزلان أو النعام، ونتمنى أن نحصل على كيلو من لحم غزال، ولكن الإعلان عنه لا يكون دوما وإنما من فترة لأخرى.
وأضافت أنها قد تأتي للمحل لشراء لحم الغزال ولكنها لا تجد إلا الرأس فقط، بينما تم بيع اللحم بصورة سريعة على زبائن آخرين. وأشارت إلى أنها في إحدى المرات طلبت من صاحب المحل والذي يعلن عنها بين فترة وأخرى أن يقوم بحجز كيلو من لحم الغزال وفرحت بهذا الكيلو وبينت أنها طبخته في صورة كبسة ولكنها وجدت فرقا بينه وبين اللحم الحري الطازج، فلحم الغزال كما ذكرت يميل إلى الشدة والجفاف نوعا ما، واستغربت كيف يمكن الحصول على لحم الغزلان والنعام، وكيف يتم بيعها في المحلات؟.
وأشارت "أم سالم" ربة بيت، إلى أن لحم الغزال ربما يتناوله البعض كعادة أو لنواح علاجية. مبينة أنها عادة ما تقرأ على بعض واجهات محلات الجزارة أنه يوجد لديهم لحم غزلان وعند السؤال لا تجد في المحل أي لحم للغزلان، معتبرة أن ذلك نوع من الإعلان والدعاية للمحل ولفت لانتباه الزبائن.
وبينت "ندى"، موظفة، أنها وزوجها حرصا على أن يقتنيا غزالا أو أن يتذوقا لحم غزال، وكادت تتحقق هذه الأمنية حينما قرأت على بعض واجهات محلات الجزارة عبارة "يوجد لدينا لحم غزال". وقالت حينما بحث زوجي عن اللحم أجابوه بأنه لا يوجد لدينا وقد انتهى. مضيفة أن العمال بالمحل ذكروا له أن لحم الغزال لا يأتي إلا مرة واحدة كل شهر أو شهرين.
وذكر "أبو محمد" صاحب أحد محلات الجزارة في الطائف والتي تعلن بين فترة وأخرى عن وجود لحم غزال بأن سياسة المحل تقوم على إغراء وجذب الزبون، وأحيانا يكون الإعلان ديكورا ودعاية للمحل.
مشيرا إلى أنه سبق أن سوق لحم الغزلان بمحله ولكن لم يجد إقبالا عليه. وقال إن الكيلو منه يُباع بـ 80 ريالا تقريبا وهو سعر مرتفع نسبياً، مضيفا أن لحم الغزال ليس كبقية اللحوم الأخرى، فهو طيب الطعم حال طبخه ولكنه ينشف سريعا ولا يتحمل المكوث طويلا بالمحل، وبين أنهم يصطادون هذه الغزلان عندما يقومون بزيارة لإحدى مزارع رجال الأعمال ويقومون بذبحها في أحد المسالخ المعروفة.
وأضاف نحاول الآن التقليل من إحضاره لعدم وجود إقبال عليه، مبينا أن بعض المحلات القريبة منه تقوم ببيع كميات كبيرة من لحوم الغزلان والنعام، وقال لا نجد فائدة من بيع لحم الغزال مثل الفائدة التي نجنيها من لحم الغنم والجمال.