شدد أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة الملك فيصل الصحبي علايا، على أهمية العناية بتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها المتعددة في مجالات البحث والطب وغيرها، مؤكداً أن الاستفادة الحقيقية من هذه التكنولوجيا تتمثل في أميركا بالدرجة الأولى ثم تأتي أوربا بعدها. أما عالمنا العربي والإسلامي فيأتي في آخر الركب -حسب رأيه-.

وأوضح علايا في محاضرته أول من أمس (تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها) في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف، أن هذه التقنية لها أثر كبير على مستوى الصحة والتكنولوجيا والدواء.

وأرجع في بداية محاضرته بدايات الاهتمام بهذا العلم إلى السبعينات الميلادية معتبراً ذلك متأخرا نسبة للاكتشافات المشابهة، وأول ظهور لها كان في كتاب (محركات الخلق)، والذي مكن وساهم في انتشار مفهوم النانو.

وعدد المحاضر أهم المجالات التي تدخل فيها تكنولوجيا النانو وأهمها الطاقة، والرعاية الصحية وعلاج السرطان وكشف الفيروسات ومعالجة المياه، فضلاً عن الإلكترونيات وتخزين المعلومات.

وحول السوق العالمية للنانو أشار المحاضر إلى أنها نشطت بشكل كبير جداً في الاستثمارات الحكومية، وعرض جدولاً فيه عدد من الدول المتقدمة في استثمار النانو أهمها أميركا وأوربا ثم تأتي بعدهما آسيا، موضحاً أن عامي 2000/ 2005 كان عاماً تكنولوجياً بامتياز بالنسبة لتقنية النانو، وفي السنوات اللاحقة جاءت الصيدلة ومواد التجميل ثم الطاقة والتحفيز.

أما بالنسبة للمملكة فأشار المحاضر إلى أنها رصدت استثمارات كبيرة أقرها مجلس الوزراء عام 1423، مشيراً إلى أن هذا الإقرار يهدف لجعل المملكة تسابق الزمن للوقوف أمام الدول المتطورة في هذا المجال، كما يهدف لإيجاد برنامج متعدد التخصصات والفروع العلمية لتعزيز كفاءة وقدرات المملكة.

وعن أهم الجامعات التي تقوم بالبحوث والدراسات وتطبيقات النانو، ذكر المحاضر جامعة الملك فهد، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الذي أبدى تفاؤله من أنها ستسبق مدينة الملك عبدالعزيز في هذا السياق، مشيراً إلى أن جامعة الملك فيصل التي ينتمي إليها أوجدت معامل متقدمة وأجهزة متطورة، وهو ما يعني ـ بحسب المحاضرـ القيام ببحوث متطورة.

وفي رده على راعي المنتدى المهندس جعفر الشايب، الذي تساءل عن كيفية إمكانية تطوير التقنية في بلداننا العربية مع ما يحوطها من تأخر؟ قال علايا: لا بد أن يكون هناك تكاتف وتأسيس تجمعات كبيرة أسوة بالغرب الذين يخصصون مليارات الدولارات لهذه الصناعة.

وتساءل الباحث علي الناصر عن إمكانية مساعدة البروفسور علايا لتطبيق بحوثه في هذا المجال، مشيراً إلى أن بحوثه مستمرة طوال 7سنوات، وأنه يحتاج إلى بيئة علمية لتطبيق هذه الأبحاث، ورد عليه مبتسماً بتقديم الوعد بذلك.

وطالب أحمد الخليفة، بتكثيف التوعية حول موضوع النانو؛ لأن المجتمع ما زال يجهل فوائده، مشيراً إلى أن هناك بعض المنتجات يوجد بها تقنية النانو، لكن الكثيرين يجهلون فوائدها، متسائلاً عن إمكانية نشر التوعية في هذا المجال.