يعتبر التصوير من الأمور الممتعة عند غالبية الناس، حيث يتم فيه توثيق اللحظات المهمة في المجتمع وكذلك المواقف الجميلة لكل عائلة، فأصبح الناس يتفننون في اختيار العدسات للتصوير بحسب طبيعة المناسبة وطبيعة مستخدمها، فهي تختلف من حيث التكلفة المالية والجودة، وفي الآونة الأخيرة أصبحت ظاهرة التصوير لافتة للنظر، فلا يكاد المرء يدخل متنزها إلا ويجد أطفالاً في الـ 10 من العمر يمتلكون كاميرات تصوير تنافس ما هو بيد المصورين المحترفين.
عبدالله الطويرقي يوضح أن هذه الظاهرة أخذت في الانتشار في المتنزهات العامة، وأصبح من يقوم بالتصوير هم صغار السن وربما يكون في ذلك تجاوز لخصوصيات الأسر في تصويرهم بغير رغبة منهم، إذا كان هذا الابن بعيدا عن رقابة والديه، والأمر المحزن عندما تجد طفلا لا يتجاوز الـ 13 من العمر يمتلك كاميرا بقيمة 7000 ريال، وبسؤال أبيه عن ذلك تكون الإجابة " التصوير هواية عند ولدي".
أما أم سلطان العلي فهي تخالف الرأي بقولها "إن ظاهرة التصوير تعتبر إيجابية لأبنائنا، فابني يمتلك كاميرا تصوير متطورة يرصد فيها كل ما يراه، وليس لدي أي مانع في شرائها حتى لو بلغت أي مبلغ فالفكرة هي تنمية موهبة".
وأشار خالد العامر إلى أن هذه الظاهرة أصبحت مصدر إزعاج لي من أبنائي، فقبل عامين كانوا يلحون علي في امتلاك أجهزة ألعاب ذكية، ولكن اليوم أصبح الطلب على اقتناء كاميرات تصوير رقمية بتقنية عالية، وعند عزمي على الشراء أفاجأ بأن أسعارها لا تقل عن 5000 آلاف ريال".
"الوطن" سألت عضو مجموعة ايلتس للتصوير الفوتوغرافي عبيد الفريدي حول انتشار كاميرات التصوير الاحترافية بين أيدي مستخدمين عاديين بل حتى بين أيدي صغار السن، فأوضح "إننا نلاحظ في الفترة الأخيرة انتشار التصوير الفوتوغرافي وكثرة الأشخاص المهتمين بهذا الفن وكثرة معارض التصوير ودورات التصوير التي أصبحت مصدر دخل لبعض المصورين، ولكي نفهم سبب الطفرة المفاجئة في عالم التصوير على الكاميرات من ناحية تعدد أنواعها واختلاف أسعارها وسهولة استخدامها واستبدال الكاميرات الفلمية بالكاميرات الرقمية التي لا تحتاج إلى تحميض أو تغيير فيلم، مما شجع الكثيرين على امتلاك الكاميرات". وأشار إلى أن من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في انتشار ثقافة التصوير في المجتمع إضافة الكاميرا إلى جهاز الهاتف فأصبح كل شخص يحمل كاميرا بجيبه ويستطيع التعامل معها والتعديل على الصور بكل سهولة.
وذكر الفريدي أن ظاهرة امتلاك كاميرات باهظة الثمن من قبل صغار السن تكشف أن غالبيتهم حصلوا عليها كهدية نجاح تلبية لرغبتهم بحملها في المناسبات. وأوضح أن قلة من تجده يجيد التعامل معها باحترافية، بل إن الغالبية منهم لا تتقن معظم خصائصها، فهي بالنسبة لديهم تقليد للغير فقط. وأوضح أن على الآباء قبل إعطاء أبنائهم مثل هذا النوع من الكاميرات أن يقوموا بتأهيلهم عن طريق الدورات وأن تكون بكاميرات رخيصة الثمن يمكن استبدالها بغيرها رخيصة في حال تلفها.
وذكر عضو أصدقاء الجمعية الأميركية للسينمائيين المخرج محمد المطيري أن على أولياء أمور صغار السن الذين يمتلكون كاميرات باهظة الثمن معرفة طاقة أبنائهم لتوجيه هذه الطاقة بالشكل الأنسب والأفضل، ودعم هذه الهواية الجميلة وتوجيهها وجهتها الصحيحة حتى تكبر مع الطفل الصغير، وحتى يتم صقلها في سن مبكرة جداً بما يعود بالفائدة على الشاب الصغير بالعمر، فإتقان التصوير بناء على أسس أكاديمية وبناء على الممارسة ومن خلال تنمية الموهبة، قد يصنع من هذا الفتى الصغير بطلاً كبيراً وقصة نجاح عالمية في احترافية التصوير.