عندما يحتفل الطلاب السعوديون في بلدان الدراسة، يتفاعل معهم زملاؤهم من الجنسيات الأخرى في الحضور، ويبدون إعجابهم من العطاء والتنظيم، ولذلك اعتادوا على الحضور بالصف الأول في المناسبات التي تقيمها الأندية الطلابية السعودية، وعندما يقام احتفال باليوم الوطني، أو حفل ترحيبي يحرصون على الحضور المبكر، وإبلاغ زملائهم برغبتهم بالاستمتاع بالروح الشبابية المعطاءة، والمشاركة في الأنشطة التي تقيمها بلدان غير بلادهم.

يحدثني أحد الطلاب من الجنسية الأميركية عن نشاطات الطلبة السعوديين قائلاً إن ما يثير إعجابه ما يراه من اصطفاف الطلبة سوياً في أفراحهم وفي أحزانهم، مشيراًَ إلى أنه في احتفال اليوم الوطني للسنة الفائتة وبينما كان الحضور في فرحة عارمة تعرض أحدهم لحالة مرضية، فما كان منهم إلا أن قاموا بجلب سيارات تبرع للدم إلى مواقف الجامعة تحت مُسمى جمعية "زيارة"، والتي أنشأها الطلبة السعوديون في هيوستن ثم تناقلتها الأندية حتى وصلت إلى نطاق أوسع.

ويردف قائلاًَ "نادرا ما نشاهد مثل هذه الروح بيننا كأبناء بلد، في الوقت الذي يتمتع الطلبة السعوديون المغتربون بكثير من المبادرات والخصال الحميدة، حيث نرى لديهم كثيرا من النشاطات في جميع المجالات وأياد تسعى للرقي بكل مجال".

وتشهد الأنشطة المقامة في المدن الأميركية كافة، حضور عميدي الجامعات، الذين يشيدون بالتنظيم، ويدعون زملاءهم لحضور تلك الاحتفالات، وها نحن نحتفل بالوطن كل عام بشكل مشرف، نعمل فيه على إيصال أفكارنا وثقافتنا التي نفخر بها، وإيصال رسائلنا المشرفة ونشاطاتنا التي ينعم بها كل حفل هنا في بلاد الابتعاث، ونرى المواهب تعبر عن ذاتها، حيث يحضر الطبيب والمصور والشاعر والرسام والمبدعون في مجالاتهم كافة، وهم يشرفون الوطن في وجودهم في الخارج ولايحبطهم مُحارب ولا حاقد.