الاستثمار في الأفكار والعقول هو طريقنا نحو المستقبل، فقد دخلنا العصر الجديد القائم على التحديات الحديثة والأفكار المبتكرة، وهذا ليس بغريب فالحياة لا تقوم على الاحتياجات المادية بقدر ما تقوم على الأفكار.

قبل أيام نشر خبر عن الطالب السعودي حامد الخباز من كلية داوسون في مونتريال بكندا الذي كشف ثغرة في نظام معلومات الكلية وتم فصله لهذا السبب. بالتأكيد هو عقل موهوب فالموهوبون السعوديون هنا وهناك وعبر امتداد العالم بقاراته يحدثون حراكا علميا حقيقيا، وحق لنا أن ننصفهم قولا وفعلا. مثل هذا الطالب كثيرون فعلى سبيل المثال وليس الحصر قبل وقت حصل سعوديان على المركزين الأول والرابع في معرض إنتل آيسف للعلوم والهندسةISEF 2011 الذي أقيم في مدينة لوس أنجلوس الأميركية في ولاية كاليفورنيا. ومثلهما الطالبة بيان محمد مشاط من مدارس دار التربية الحديثة في جدة بالمركز الأول عن مشروعها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، وكذلك حاز الطالب محمود بن معتز من مدارس دار الذكر المركز الرابع عن مشروعه في مجال الأحياء الخلوية والجزيئية، متقدما على جميع البلدان العربية.

علينا جميعا أن نصغي لهؤلاء ونطالب بالالتفات الكبير لهم ولوجودهم، إذ لا يكفي أن نتمنى لهم النوايا الطيبة وحسب، فهناك مئات الأفكار الخارقة والاختراعات المدهشة لسعوديين موهوبين. هذه الأفكار والعقول ينبغي أن تجد الرعاية الكافية ووضع استراتيجية مختلفة لرعايتهم بمختلف مراحلهم العمرية والدراسية، بحيث تتضمن آليات عمل محددة قابلة لتنفيذ مشاريعهم بما يتلاءم مع تطلعات الأمة التي تتطلع أن يعيد المجتمع العربي أمجاده التاريخية في أبنائه المعاصرين الذين لا ينقصهم إلا أن يجدوا متسعا من الفرص الحقيقية ليحققوا نهضة علمية وتنموية في كافة المجالات لأن البلاد بأشد الحاجة لها.

ولهذا فإن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة بحجم التوقعات من مؤسسة لها إمكانياتها الكبيرة تجاه كل شاب وشابة من المملكة استطاعوا أن يحققوا سبقا وتقدما علميا في مجالهم. إننا فخورون بهم كثيرا ولكن الفخر ليس كافيا لدعمهم، بل الاتجاه نحو تفعيل الدور الأهم للتعامل مع الموهوبين السعوديين المتواجدين عبر العالم بما يليق بفكرهم ومكانتهم العلمية.