شباب الـ"يوتيوب" يملكون مواهب تتنوع حسب قدراتهم المهنية، غير أن المجال الإعلامي مشواره طويل وشاق، وكل يوم فيه يحمل الجديد، والنظرة السوداوية لبعض الظواهر الاجتماعية فيها نوع من النقد اللاذع والجارح، وإن كنت مشجعا لهم في بعض القصور لبعض الإدارات الحكومية وخاصة الخدمية منها إلا أن النقد يصل إلى مستوى "الطقطقة"، فالمجتمع السعودي يتميز بكثير من العادات الاجتماعية المتنوعة بتنوع المناطق، والتي توارثتها الأجيال، وكل ظاهرة لها خصوصية تتعلق بخصوصية المنطقة نفسها ولن تستطيعوا أن تغيروا من الأمر شيئا.

لا نريد أن يصبح الأسلوب الساخر مصدر إزعاج للبعض، كالدخول في قضايا قبلية غير محببة، خصوصا أن هناك شرائح مجتمعية ما زالت أسيرة ثقافة القبيلة، ومعالجة القضايا التي يتم طرحها يحتاج إلى تكتيك وصياغة إبداعية قد تحقق الهدف من النقد، مع العلم أن الناس أصبحت لديهم قناعة كاملة بأن الأسلوب المباشر هو الأمثل في طرح قضاياهم، وليس ذلك الأسلوب الاندفاعي الذي يسلكه الشباب، ومن القليل الذي شاهدته لبعض الحلقات الـ"يوتيوبية" أرى أنها تفتقد إلى المهنية العالية لتمرير المعلومات، ناهيك عن بقية العمليات الفنية التي تقدم سواء في السيناريو أو النص، وهي عادة نصوص ارتجالية، وهذا النوع من أصعب الفنون، لأن من يجيدها يجب أن يتوفر فيه كثير من الصفات الثقافية اللازمة، وقد تميز بها شباب "يوتيوب"، لكن الكثير من المفاهيم تغيرت على المستوى المحلي، كما أن الحرفية مطلوبة، والاحتكاك الجيد بأصحاب الخبرة واللجوء إليهم واكتساب القليل من خبراتهم مع الحفاظ على منهجهم الذي تميزوا به قد يمنحهم التميز والإبداع.

أما في مجال الإنتاج فأعتقد أن لديهم حسا فنيا يحتاج إلى صقل ودروس أكاديمية قد تنقلهم إلى ما هو أفضل من الغرف في منازلهم، وقد لاحظت أن بعض البرامج التي تنتج في القنوات الفضائية على نفس النمط الذي ينتج على "يوتيوب" لم ترتقِ إلى المستوى المطروح على الـ"يوتيوب". لذا أتمنى من الجميع الاهتمام بمواهبهم وصقلها بشكل جيد، فالإعلام الجديد قادم لا محالة، وهم رواده وهم من يحملون رايته.