مارس أحد الآباء عنفا من نوع جديد دون استخدام أدوات الضرب أو إلحاق الأذى الجسدي بأبنائه الستة من خلال حرمانهم جميعا من مواصلة دراستهم في مختلف المراحل التعليمية الثلاث، ونجحت لجنة الحماية الأسرية بمنطقة نجران في إنهاء معاناة الأم وأبنائها الستة، بعد تدخلها وإقناع الأب بخطأ موقفه وإلزامه بالسماح لأبنائه بالتوجه إلى مدارسهم، عقب انقطاعهم عامين كاملين عن الدراسة.

"الوطن" التقت أم عبدالله في منزلها بحي الفيصلية بنجران حيث روت معاناتها مع أولادها قائلة: أنجبت من زوجي البالغ من العمر 53 عاما (تختفظ الوطن باسمه) ستة أولاد طوال فترة زواجنا منذ عشرين عاما، هم عبدالله" 16 عاما"، وجواهر" 15 عاما"، وفاطمة" 14 عاما"، وخديجة" 13 عاما"، وخضر "10 سنوات"، والزهراء"7 سنوات". وبدأت المشكلة في عام 1430 عندما توفيت والدته وتزوج بالزوجة الثالثة، حيث طلبت منه الزوجة الجديدة أن يبقي البنات والأولاد عندها لخدمتها، أما أنا فطردني وأعادني إلى سكن أهلي في المنطقة الشرقية، وأوقف بناتي عن مواصلة الدراسة لمدة عام، حتى نقل البنات والأولاد إلى مقر عمله في محافظة بدر الجنوب، وبعد عامين من غيابي عن أولادي رفعت عام 1432 قضية خلع في المحكمة، فاضطر إلى عقد صلح أسري تم بموجبه إعادتي مع أولادي إلى منزلنا الأساسي في حي الفيصلية بنجران، لكنه بعد ذلك طلب مني الذهاب معه بالأولاد إلى ظهران الجنوب فوافقت تقديرا لعشرة العمر التي بيننا وتقديرا لظروفه الصحية، وبعد أربعة أشهر اكتشفت أن هدفه كان إخراجي من منزلي لإسكان زوجته الثالثة، فتركت أولادي في ظهران الجنوب وعدت إلى منزلي في نجران، وحصلت ملاسنة بيننا وأبلغت شرطة الفيصلية التي حضرت وأعادت مفاتيح المنزل إليّ، بعدها توجه زوجي إلى ظهران الجنوب وأعاد أولادي للضغط عليّ مشترطا عودتي إلى ظهران الجنوب إن أردت أن يتم أبنائي دراستهم. وتابعت: عندما لجأت إلى أسرته أجابوني بأنهم سيسمحون للأولاد فقط بالدراسة بحجة أن البنات ليس هناك داع لتعليمهن على حد قولهم. وبقي أولادي ضحية لذلك الخلاف وحرموا من الدراسة طوال العام الماضي، وكان يرسل إليّ مبلغ 1500 ريال شهريا فقط ولايؤمن أي كسوة أو ملبس لأبنائه. واختتمت أم عبدالله حديثها بالقول أنا لا أريد أن أدخل في مشاكل مع زوجي بقدر ما أريد أن تتحقق رغبة أولادي وبناتي الملحة في إتمام دراستهم لأنهم يبكون في اليوم الواحد أكثر من مرة، تحسرا على مستقبلهم الذي يضيع عاما بعد عام، فابني عبدالله بعد حرمانه من الدراسة عامين يرغب في الدراسة حاليا في الصف الأول الثانوي، وجواهر في الصف الثاني المتوسط، وفاطمة في الصف الأول المتوسط، وخديجة في الصف السادس، وخضر في الصف الثاني الابتدائي، وأصغرهم الزهراء تريد الالتحاق بالصف الأول الابتدائي. وكان فريق مختص من لجنة الحماية الأسرية بنجران زار مقر سكن الأسرة والتقوا بالزوج الذي كتب إقرارا على نفسه بأن يأخذ أولاده للسوق لشراء الطلبات المدرسية والصرف عليهم إلى جانب الإقرار بعدم التعرض لهم بمنعهم من الدوام المدرسي وأن يدع لهم حرية الدراسة دون اعتراض منه أو إلحاق أي أذى جسدي أو نفسي بهم.

ومن جهته أكد مدير مركز التأهيل الشامل رئيس لجنة الحماية الأسرية بمنطقة نجران عبدالله البارقي أن اللجنة أرسلت أخصائية اجتماعية إلى منزل الأسرة لبحث ودراسة حالتها، مشيرا إلى أنه تم الاتصال برب الأسرة وإقناعه بالسماح لأولاده بالعودة للدراسة، فحضر الأب إلى مركز التأهيل الشامل وتم التوصل إلى حل الموضوع بشكل ودي وبعون الله ودون اتخاذ أي إجراءات قانونية، حيث التزم الأب بالسماح لأبنائه وبناته بالعودة إلى الدراسة دون التعرض لمستقبلهم الدراسي مهما كانت الأسباب.