حولت ساعات المساء جدة أمس من مدينة "تنام نهارها في أحضان الإجازة"، إلى عروس ينتثر الصخب في زوايا فستانها الأخضر، فرحاً بـ82 عاماً من المجد. جولة صباحية في المدينة الممتلئة بالحياة، كشفت ركودا كبيرا في حركة المرور والحركة التجارية إلى وقت الظهيرة، قبل أن تطلق تلك المدينة صخبها المعتاد خلال ساعات المساء الأولى، وينتهي مساؤها بصخب عارم واحتفالات مدوية في كل ركن من أركانها.

وعلى وقع الأهازيج الوطنية وفلكلورات الفرح الخضراء شهدت جدة خروج أطياف المجتمع كافة من أجل الفرح في المدينة التي تعشق الفرح وتعيشه في كل ساعاتها.. أطفال وشباب وكبار سن وفتيات، شاركوا في هذا الفرح الذي تنقل من مكان إلى آخر، من منازل السعوديين إلى شوارعهم وأماكن التسوق والمطاعم، وكل الأماكن التي قد يصل إليها صدى الفرح.

من شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز "التحلية" إلى كورنيش جدة، توزعت ساعات الفرح، وكان اللون الأخضر العلامة الأبرز في تلك الأماكن، مسيرات متعددة قام بها عدد من الجهات الحكومية والخاصة وفرق المتطوعين من أجل إضفاء بهجة أكبر وتنظيم أكثر على الاحتفاليات قدمت بوجه مختلف.

كما شهدت بعض المواقع في شوارع مختلفة في جدة مسيرات لشباب اشترطوا فيها تزيين السيارات باللون الأخضر تعبيراً عن لون علم المملكة، وعدم إيذاء المارة والسيارات في الطرقات، والالتزام بمسار واحد مع مراعاة قواعد المرور للتعبير عن الفرحة الملتزمة من قبل الشباب.

"مولات جدة" كانت المعالم الأبرز للاحتفال بعد شارعي التحلية والكورنيش، حيث أقامت معظم المراكز التجارية برامج خاصة لليوم الوطني، تقدم فيها برامج منوعة للعائلات من أجل المشاركة في الحفل، وقدمت أيضاً تخفيضات خاصة بتلك المناسبة، واتشحت معروضاتها باللون الأخضر.

مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي، "تويتر والفيس بوك والواتس آب" كانت وسيلة التجميع لمن أراد أن يعبر عن فرحته في مسيرة السيارات الخضراء مع التشديد على الالتزام بالشروط الأخلاقية، حيث تنادت تلك المجموعات بمقار وساعات الاحتفال خلال الساعات الأولى لنهار أمس مما جمع أعدادا كبيرة من المحتفلين على شكل مجموعات.

كما شهدت المدينة استنفارا كبيراً للجهات الحكومية ذات العلاقة حيث شاركت دوريات المرور في تنظيم حركة السير في المواقع ذات الكثافة الحركة العالية، وساهمت في انسيابية المرور في الوقت الذي شهدت فيه الشوارع إقبالاً كثيفاً، وكذلك ساهمت الجهات الأمنية في حفظ الأمن ومنع المشاغبين من التعدي على حقوق الآخرين خلال ساعات الاحتفال، فيما أبدت الجهات الصحية استعدادا كبيراً للطوارئ.