انتفض مئات من سكان مدينة بنغازي شرق ليبيا فجر أمس على الميليشيات المسلحة التي تفرض قانونها في المدينة، وتمكَّنوا من إخراج عدة مجموعات متطرفة من مقارها بعد معارك أسفرت عن سقوط 4 قتلى على الأقل وأكثر من 70 جريحاً. وعاد الهدوء إلى المدينة أمس وسط مخاوف من حدوث أعمال انتقامية من الجانبين.

وفي خضم هذه الأحداث لقي 6 من عناصر الأمن مصرعهم بعد أن تمت "تصفيتهم" على ما يبدو أثناء المواجهات التي حدثت مساء أمس الأول في بنغازي، وقال مصدر طلب عدم كشف هويته "بالنظر إلى طبيعة الإصابات فمن الواضح أن الستة تمت تصفيتهم، لأن 4 منهم أصيبوا برصاصات في الرأس، بينما أصيب الآخران في الصدر والرأس". وأكد أنهم يعملون في الجيش والشرطة.

وكان مئات المتظاهرين قد تمكنوا من إخراج مليشيا "مجموعة أنصار الشريعة" شبه العسكرية من الثكنة التي كانت تحتلها وسط بنغازي وتتخذها مقراً رئيسياً لها، ثم توجَّهوا إلى مقر كتيبة "راف الله الشحاتي"، وهي مجموعة أخرى وضعت نفسها تحت سلطة وزارة الدفاع، حيث دارت معارك بالأسلحة الخفيفة والقذائف بين الجانبين استمرت زهاء الساعتين، قبل أن تغادر الكتيبة المكان وتتركه للمتظاهرين الذين نهبوه واستولوا على أسلحة وذخيرة ومعدات معلوماتية.

وأفاد شهود عيان أن مجموعة "أنصار الشريعة" أخلت أيضاً تحت ضغط المتظاهرين مستشفى الجلاء الذي كانت تسيطر عليه. ثم تمكَّنت الشرطة العسكرية بعد ذلك من السيطرة على المبنى. كما أخلت الميليشيات 4 منشآت عامة أخرى على الأقل لدى وصول المتظاهرين.

من جانبها حذرت السلطات الليبية من "الفوضى" ودعت المتظاهرين إلى التمييز بين الكتائب "غير الشرعية" وتلك الخاضعة لسلطة الدولة. وعبَّر رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على "الكتائب الخارجة عن الشرعية"، لكنه دعا المتظاهرين إلى الانسحاب على الفور من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، مشيراً إلى كتائب الشحاتي، و17 فبراير، ودرع ليبيا. بدوره اتهم وزير الداخلية فوزي عبدالعال أشخاصاً "اندسوا بين المتظاهرين"، وبعضهم كما قال "ينتمون إلى أجهزة الأمن ويريدون إشاعة الفوضى والتمرد".